وصفت كيمي بادنوك، زعيمة حزب "المحافظين" البريطاني المعارض، إعلان رئيس الوزراء كير ستارمر عن نية حكومته الاعتراف بدولة فلسطين في سبتمبر المقبل بأنه "أسوأ أنواع الاستعراض السياسي"، معتبرة أن القرار لا يساهم في إنهاء الحرب ولا في تحسين الأوضاع الإنسانية في غزة.
وقالت بادنوك في تغريدة نشرتها على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "بينما تواجه البلاد أزمة في توفير فنادق للاجئين، وتزداد ضغوط تكلفة المعيشة، ويهدد الأطباء بالإضراب مجددًا مما يعرض الأرواح للخطر، من الصادم أن يستدعي كير ستارمر حكومته لحل مشكلة سياسية داخل حزب العمال. الاعتراف بدولة فلسطين لن يعيد الرهائن، ولن ينهي الحرب، ولن يضمن إيصال المساعدات لغزة."
وجاءت تصريحات بادنوك بعد إعلان مكتب رئيس الوزراء البريطاني، يوم الثلاثاء، أن المملكة المتحدة ستعترف بدولة فلسطين خلال سبتمبر، قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، في حال عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعدم اتخاذ إسرائيل خطوات ملموسة لإنهاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
ويأتي هذا التطور ضمن تحرك دولي متزايد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في 24 يوليو، أن فرنسا ستتخذ الخطوة ذاتها خلال جلسات الجمعية العامة المقبلة. وفي المقابل، أكدت ألمانيا عبر متحدث حكومي أنها لا تخطط للاعتراف بفلسطين على المدى القريب.
وتزامنًا مع هذه التطورات، انطلقت أعمال "المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالطرق السلمية وتنفيذ حل الدولتين" يوم الإثنين الماضي في مقر الأمم المتحدة، برعاية مشتركة من السعودية وفرنسا، بهدف وضع إطار زمني لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية ذات سيادة وفقًا لمبادرة السلام العربية وقرارات الأمم المتحدة.
وتُعد هذه التحركات بمثابة اختبار حقيقي للمواقف الأوروبية تجاه القضية الفلسطينية، وسط انقسام سياسي داخلي في بريطانيا بشأن التوقيت والجدوى السياسية والدبلوماسية للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين.