اختُتمت مساء الثلاثاء فعاليات اليوم الثاني والأخير من المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، الذي استضافته المملكة العربية السعودية بالشراكة مع فرنسا.
وشهد المؤتمر حضوراً دبلوماسياً رفيع المستوى وزخماً سياسياً غير مسبوق، حيث جرى التوافق على أهمية تنفيذ حل الدولتين، مع دعوات متزايدة للاعتراف السريع بدولة فلسطين، وإدانات دولية لتجويع سكان قطاع غزة.
وفي الوقت الذي رحبت فيه العديد من الدول بمخرجات المؤتمر، أبدت الولايات المتحدة تحفظاً، واعتبرته تهديداً محتملاً لـ"جهود السلام".

السعودية: إنصاف الفلسطينيين مفتاح السلام
في افتتاح المؤتمر، شدد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان على أن تحقيق الأمن والازدهار في المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني، ونيله حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكدت المملكة أن المؤتمر يهدف إلى تسريع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، وتهيئة الأرضية لتنفيذ حل الدولتين، بما يسهم في تعزيز أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
مجلس الوزراء السعودي: لا للضم ولا لتجويع غزة
في موازاة فعاليات المؤتمر، أكد مجلس الوزراء السعودي استمرار المملكة في جهودها الرامية إلى إرساء السلام العادل ووقف دائرة العنف التي أودت بحياة عشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء.
وأدان المجلس بشدة مطالبة الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربية والأغوار الفلسطينية، واصفًا إياها بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي ومحاولة لتقويض فرص السلام.
كما ندد المجلس بسياسات تجويع غزة، مؤكداً أن الحصار الإنساني يجب أن يتوقف فورًا، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لإنهاء هذه الكارثة.
دعوات دولية للاعتراف الفوري بدولة فلسطين
من جانبه، قال وزير العلاقات الدولية في جنوب إفريقيا، رونالد لامولا، خلال المؤتمر إن سياسات إسرائيل الحالية تقوّض بشكل مباشر جهود حل الدولتين.
وأضاف: "على جميع الدول الاعتراف سريعاً بدولة فلسطين، كخطوة ضرورية لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام العادل".
تأتي هذه الدعوة في ظل تنامي الأصوات الدولية المطالبة بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، وسط تحركات بريطانية لدراسة الاعتراف بها رسمياً تحت ضغط سياسي داخلي متزايد.
تحفظ أمريكي ومخاوف من تقويض جهود السلام
في المقابل، عبّرت الولايات المتحدة عن تحفظها إزاء المؤتمر، معتبرة أنه قد يقوض جهود تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون تقديم تفاصيل إضافية حول موقفها من دعوات الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الولايات المتحدة تتعرض لضغوط متزايدة من حلفائها الأوروبيين لتبني موقف أكثر توازناً في الملف الفلسطيني، خصوصاً في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة.
إجماع دولي يتشكل.. هل يقترب الاعتراف الشامل بفلسطين؟
اختتام المؤتمر الدولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية في الرياض وباريس شكّل منعطفاً دبلوماسياً بارزاً في طريق الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وبينما تتقارب المواقف الدولية نحو دعم حل الدولتين، لا تزال بعض القوى الكبرى متحفظة.
ومع ذلك، فإن الزخم المتنامي حول العالم قد يرسم معالم مرحلة جديدة في كفاح الفلسطينيين لنيل حقهم في الدولة والاستقلال، مدعوماً بإرادة دولية تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم.