أخبار عاجلة

بعد ظهورها في جنازة زياد الرحباني.. من هي اللبنانية سهى البشارة؟

بعد ظهورها في جنازة زياد الرحباني.. من هي اللبنانية سهى البشارة؟
بعد ظهورها في جنازة زياد الرحباني.. من هي اللبنانية سهى البشارة؟

 

 

في لحظة رمزية التقت فيها الذاكرة الوطنية بالمشهد الثقافي، ظهرت المناضلة اللبنانية سهى فواز بشارة خلال جنازة الفنان والمثقف الكبير زياد الرحباني، واضعةً وردة حمراء على نعشه، في مشهد اختزل تاريخًا من النضال، والوفاء، والتضحية.

الظهور المفاجئ لسُهى بشارة، التي قلّما تظهر في الإعلام أو الفعاليات العامة، سرعان ما استدعى اهتمامًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الأوساط السياسية والثقافية، لما تحمله شخصيتها من دلالات نضالية عميقة.

من هي سهى بشارة؟


ولدت سهى فواز بشارة في 15 يونيو 1967 في بلدة دير ميمّاس الجنوبية، لعائلة تنتمي إلى الطائفة الأرثوذكسية، ذات انخراط سياسي مبكر، حيث كان والدها من أبرز أعضاء الحزب الشيوعي اللبناني. في عمر الخامسة عشرة، انضمت إلى الحزب نفسه، متأثرة بنشأتها في بيئة يسارية مقاومة للاحتلال الإسرائيلي وللاستغلال الطبقي.

بلغت سهى ذروة شهرتها عام 1988، عندما نفّذت عملية جريئة ضد أنطوان لحد، قائد ما كان يُعرف بـ "جيش لبنان الجنوبي" المدعوم من إسرائيل. تظاهرت بأنها مدرّبة لياقة لعائلة لحد، وتسللت إلى منزله، ثم أطلقت عليه النار، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة، قبل أن تُعتقل فورًا.

أمضت عشر سنوات في الأسر داخل معتقل الخيام سيء السمعة، بينها ست سنوات في العزل الانفرادي، حيث تعرّضت لأبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي. لكن إرادتها لم تنكسر، وبقيت رمزًا حيًّا للمقاومة والصمود.

أُفرج عنها في 3 سبتمبر 1998 بعد حملة دولية واسعة قادتها منظمات لبنانية وأوروبية وإسرائيلية مناهضة للتعذيب، لتحوَّل إلى أيقونة نضالية وإنسانية.

بعد الاعتقال: حياة جديدة ومواقف ثابتة
بعد إطلاق سراحها، انتقلت سهى بشارة إلى فرنسا، ومنها إلى جنيف حيث استقرت، وتزوجت من مواطن سويسري، وأنجبت طفلين. انخرطت في العمل المدني والحقوقي من خلال منظمة "كوليكتيف أورجانس فلسطين"، وظلت صوتًا مدافعًا عن لبنان ديمقراطي، علماني، وحر.

في عام 2003، نشرت مذكراتها بعنوان "مقاومة" باللغة الإنجليزية، التي تُرجمت لاحقًا إلى العربية والفرنسية. وفي عام 2011، شاركت مع الصحفية كوزيت إلياس إبراهيم في إصدار كتاب "أحلم بزنزانة من كرز"، حيث جمعتا شهادتهما عن الاعتقال والذاكرة الجماعية للمقاومة اللبنانية.

لم تتراجع سهى عن مواقفها؛ ففي عام 2019، هاجمت التيار الوطني الحر بسبب محاولاته إعادة بعض "المبعدين قسرًا"، ووصفت الخطوة بأنها مدخل للتطبيع مع العملاء، مشيرة إلى قضية عامر إلياس الفاخوري، قائد معتقل الخيام السابق.

الظهور الأخير: وردة على نعش زياد
يوم 28 يوليو 2025، خلال تشييع الفنان زياد الرحباني، ظهرت سهى بهدوئها المعتاد، وتقدّمت نحو النعش لتضع وردة حمراء فوقه، في مشهد استوقف الجميع. بدا كأن المقاومة بالرصاصة والمقاومة بالكلمة تتعانقان للمرة الأخيرة أمام جمهور واسع جمعه الحزن والحنين.

هذا المشهد شكّل تلاقيًا رمزيًا بين وجهين من وجوه لبنان: سهى التي قاومت الاحتلال بالسلاح، وزياد الذي قاوم القمع بالفن والسخرية واللحن. عادت بذلك بشارة إلى الذاكرة العامة، لا باعتبارها فقط أسيرة سابقة، بل شاهدًا حيًّا على أن النضال لا يُمحى، وأن الوفاء لا يموت.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رئيس جامعة أسيوط يحتفي بطلاب كلية التربية النوعية الفائزين بمراكز متقدمة في ملتقى إبداع السادس
التالى محافظ القاهرة يكرم 30 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة والمكفوفين والدبلومات الفنية