أخبار عاجلة
تعرف على سر تصدر صفاء جلال تريند جوجل -

في الذكرى السابعة لوفاته.. كتاب يوثق حياة وفكر الأنبا إبيفانيوس

في الذكرى السابعة لوفاته.. كتاب يوثق حياة وفكر الأنبا إبيفانيوس
في الذكرى السابعة لوفاته.. كتاب يوثق حياة وفكر الأنبا إبيفانيوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بمناسبة الذكرى السابعة لوفاه الأنبا إبيفانيوس، أسقف ورئيس دير القديس مقار، وأحد المحاضرين البارزين في دبلوم التراث العربي المسيحي، نستعرض  مراجعة شاملة لكتابٍ يحمل عنوانًا يليق بحياته ومسيرته: “أنبا إبيفانيوس: وجه تجلّى فيه الحب”.

الكتاب لا يكتفي بالسرد التاريخي، بل يقدم دراسة توثيقية شاملة لحياة هذا الأسقف الراهب، كنموذج حيّ للرهبنة القبطية المعاصرة التي جمعت بين العمق الروحي والدقة الأكاديمية.

رجل الروح والعلم: سيرة من طنطا إلى وادي النطرون

يتتبع الكتاب البدايات الشخصية والروحية لنيافة الأنبا إبيفانيوس، منذ نشأته في طنطا داخل أسرة متدينة، حيث بدأ وعيه الإيماني بالتشكّل من خلال ارتباطه المبكر بالكنيسة وزياراته المتكررة لأديرة وادي النطرون.

تأثره العميق بالأب متى المسكين كان محورًا أساسًا في تكوين شخصيته الرهبانية التي تميّزت بالزهد، التواضع، والانفتاح على الدراسات الكنسية.

من الطب إلى الرهبنة: تكريس العقل والقلب

بعد تخرجه في كلية الطب وتخصصه في مجال الأنف والأذن والحنجرة، قرر الأنبا إبيفانيوس ترك كل شيء والدخول إلى الحياة الرهبانية. لم يكن هذا التحول هروبًا من الواقع، بل دعوة داخلية عميقة لتكريس العلم والحياة لخدمة الكنيسة، مؤمنًا أن الرهبنة ليست انسحابًا، بل حضور حيّ بالروح والعقل معًا.

لاهوتي بصيغة راهب.. إسهامات علمية تتخطى الجدران

يسلط الكتاب الضوء على أبرز مساهماته اللاهوتية والعلمية، والتي شملت:الدراسات الليتورجية: تحليل عميق لعلاقة العقيدة بالعبادة، وشرح أسرار الكنيسة مثل الإفخارستيا، الثالوث، والتجسد والدراسات الكتابية والنقد النصي: اهتمامه الدقيق بمخطوطات الكتاب المقدس، ونقده لترجمات مستخدمة في الكنيسة القبطية مثل الترجمة البيروتية والتراث العربي المسيحي: إبراز دور الرهبنة القبطية في حفظ الهوية المسيحية داخل السياق العربي، والتأكيد على انفتاح الرهبنة على الحوار الكنسي والاستشهاد والوحدة الكنسية: نظرته إلى الاستشهاد كقيمة روحية تؤسس لوحدة الكنيسة الجامعة، وتدعو لتجاوز الخلافات التاريخية.

 رئيس دير يخدم بالرهبنة… لا بالسلطة

لم تغيّر الأسقفية من جوهر شخصيته. فقد عاش الأنبا إبيفانيوس بزهدٍ حقيقي وتواضعٍ رهباني عميق، رافضًا مظاهر الترف والتكريم. في دير القديس مقار، عاش “كواحد من الرهبان”، مجسدًا الرئاسة في صورة خدمة صامتة، وراعيًا بالحضور لا بالهيبة.

الكتاب: مرجع علمي وكنسي

العمل ليس مجرد سيرة، بل مرجع أكاديمي ودعوة للتأمل. من خلال توثيق مقالاته وأبحاثه، يعرض الكتاب كيف جسّد الأنبا إبيفانيوس تجديد الفكر القبطي من داخل الدير، فحوّل دير أنبا مقار إلى مركز لاهوتي نابض بالحياة، منفتح على الحوار مع الآخر، ومؤمن بأن البحث العلمي ليس عدوًا للإيمان، بل خادمه الأمين.

رهبنة تجمع بين النسك والمعرفة

الأنبا إبيفانيوس لم يكن مجرد راهب ناسك، بل مفكر مسكوني، عالِم نصوص، ورائد في تجسيد صورة المعلم المتأمل.

الكتاب يكشف عن رجل جسّد في حياته إمكانية الالتقاء بين التراث والحداثة، بين التأمل والعمل، بين الإيمان والعقل.

ختامًا: شهادة لا تنطفئ

في زمن تعاني فيه الكنيسة من صراعات فكرية وضغوط اجتماعية، تبقى سيرة الأنبا إبيفانيوس شهادة مضيئة على أن الرهبنة القبطية قادرة أن تكون لاهوتًا حيًا، يخاطب الحاضر دون أن يتخلى عن الجذور.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق ارتياح بين طلاب شعبة الرياضيات بعد أداء امتحان الرياضة البحتة
التالى وزير الخارجية والهجرة يتلقي اتصالًا هاتفيًا من المفوض الأوروبي للشئون الداخلية والهجرة