ستاندرد آند بورز وناسداك يسجلان قممًا تاريخية ...

مؤشرات ستاندرد آند بورز وناسداك

سجّلت مؤشرات الأسهم الأمريكية بداية قوية هذا الأسبوع، حيث افتتح كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 ومؤشر ناسداك المركّب عند أعلى مستوياتهما القياسية على الإطلاق، مدعومين بحالة من التفاؤل في الأسواق بعد الإعلان عن اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، في وقت يترقّب فيه المستثمرون أسبوعًا مليئًا بالإعلانات الاقتصادية المهمة وأرباح الشركات العملاقة.

مؤشرات الأسهم الأمريكية

ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.08%، فيما صعد ناسداك بنسبة 0.28%، بينما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بشكل طفيف بنسبة 0.10% إلى 44,855.92 نقطة، ليبقى على بعد نحو 215 نقطة فقط من ذروته التاريخية المسجلة في ديسمبر الماضي.

ويأتي هذا الارتفاع في ظل الكشف عن إطار تجاري جديد بين واشنطن وبروكسل، تم التوصل إليه يوم الأحد، حيث خفّضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على واردات السلع الأوروبية إلى 15%، أي نصف المستوى الذي كان يُهدد بفرضه في 1 أغسطس.

ومنذ أدنى مستوياته في أبريل، صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 30%، بينما قفز ناسداك بأكثر من 40%، مستفيدين من تدفق السيولة والتفاؤل بنمو قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وتتجه أنظار المستثمرين إلى أرباح شركات التكنولوجيا الكبرى، أو ما يُعرف بـ"Magnificent Seven"، حيث تستعد كل من Meta، Microsoft، Amazon، Apple للإعلان عن نتائجها الفصلية، في تقارير من شأنها أن ترسم ملامح المرحلة المقبلة في وول ستريت.

وقال كريس لاركن، العضو المنتدب للتداول والاستثمار في E*TRADE التابعة لمورغان ستانلي: "هذا هو الأسبوع الأكثر ازدحامًا في الأسواق، وأرباح هذه الشركات قد تُحدد مستقبل الزخم في الأجل القصير، سواء بالارتفاع أو التراجع".

في الأسبوع الماضي، أدّت زيادة غير متوقعة في الإنفاق الرأسمالي لشركة Alphabet إلى إشعال موجة من التفاؤل بشأن استثمارات الذكاء الاصطناعي، بينما ألقت تحذيرات Tesla بظلالها حول تباطؤ في مبيعات السيارات الكهربائية، وسط تراجع الدعم الحكومي.

وافتتحت أسهم تسلا مرتفعة بنسبة 0.4% بعد إعلانها عن توقيع صفقة بقيمة 16.5 مليار دولار مع سامسونج للإلكترونيات لتوريد شرائح إلكترونية.

محادثات أمريكية صينية تحت المجهر

يأتي صعود السوق أيضًا وسط متابعة دقيقة لتطورات المحادثات الجارية في ستوكهولم بين كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين.

وتسعى واشنطن وبكين إلى تمديد الهدنة التجارية الحالية لمدة 90 يومًا إضافية، بينما لم يُخفِ البيت الأبيض رغبته في عقد اجتماع قمة محتمل بين الرئيس ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في أكتوبر أو نوفمبر المقبلين.

وفي الوقت ذاته، علّقت الولايات المتحدة مؤقتًا بعض القيود على صادرات التكنولوجيا للصين، في محاولة لتهيئة الأجواء أمام المفاوضات، وسط توقعات بأن تُسهم الهدنة في دعم استقرار الأسواق العالمية وسلاسل التوريد.

اجتماع الفيدرالي الأمريكي

من أبرز أحداث هذا الأسبوع، أيضًا، اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي يمتد على مدار يومين بدءًا من الثلاثاء.

ويتوقع المتداولون أن يُبقي الفيدرالي على أسعار الفائدة دون تغيير، في وقت بلغت فيه احتمالات خفض الفائدة في سبتمبر نحو 63%، بحسب أداة FedWatch من مجموعة CME.

وتأتي هذه التوقعات وسط ضغوط سياسية من البيت الأبيض لدفع الفيدرالي نحو خفض تكاليف الاقتراض، حيث ألمح الرئيس ترامب يوم الجمعة إلى أن جيروم باول قد يُقدم على اتخاذ هذه الخطوة قريبًا.

كما تترقب الأسواق أيضًا صدور مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المهمة، أبرزها تقرير الإنفاق الاستهلاكي الشخصي (PCE)، وهو المؤشر المفضل للفيدرالي لقياس التضخم، إضافة إلى بيانات التوظيف غير الزراعي، والتي ستكون حاسمة في قياس تأثير الرسوم الجمركية على القوة الشرائية وسوق العمل.

تحركات في الأسهم الفردية

ارتفعت أسهم الشركات المرتبطة بالإيثريوم، مثل GameSquare وBTCS بنسبة 4% لكل منهما، بالتزامن مع وصول أسعار الإيثريوم إلى أعلى مستوياتها في سبعة أشهر.

كما ارتفع سهم شركة Nike بنسبة 2.1% بعد أن قام بنك J.P. Morgan بترقيته من "محايد" إلى "ذو وزن زائد"، وأوصى المستثمرين بـ"شرائه بثقة".

أما من حيث التوازن في السوق، فقد فاق عدد الأسهم المتراجعة عدد الأسهم المرتفعة في بورصة نيويورك بنسبة 1.23 إلى 1، بينما كان العكس في بورصة ناسداك، حيث تفوقت الأسهم المرتفعة بنسبة 1.08 إلى 1.

وسجّل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 13 قمة جديدة خلال 52 أسبوعًا مقابل انخفاض واحد فقط، في حين سجّل ناسداك المركّب 34 قمة جديدة و21 انخفاضًا جديدًا.