تزايدت في الأسابيع الأخيرة الأحاديث حول احتمال انتقال رودري هرنانديز، نجم مانشستر سيتي، إلى ريال مدريد، إلا أن هذه الصفقة تبدو شبه مستحيلة في الوقت الحالي رغم إعجاب إدارة النادي الملكي بقدرات اللاعب. مصادر مقربة من البيت المدريدي تؤكد أن هناك عدة عوامل تجعل من إتمام هذه الصفقة أمرًا معقدًا وصعب التحقيق في سوق الانتقالات الصيفي الحالي.
ويُعد رودري من اللاعبين المميزين فنيًا، ولا أحد يشكك في جودته أو قيمته في خط الوسط، لكن عدة معطيات تعرقل تحرك النادي نحوه. فاللاعب الإسباني الدولي، الذي يبلغ من العمر 29 عامًا، عائد مؤخرًا من إصابة طويلة ومعقدة، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرته على استعادة مستواه السابق، خاصة مع اقترابه من الثلاثين.
إلى جانب ذلك، يرتبط رودري بعقد مع مانشستر سيتي يمتد حتى 30 يونيو 2027، ما يمنح النادي الإنجليزي موقفًا تفاوضيًا قويًا. وتُقدّر قيمته السوقية، حسب موقع “ترانسفير ماركت”، بنحو 110 ملايين يورو، وهو رقم لا يبدو أن السيتي سيتنازل عنه بسهولة، خاصة أن اللاعب يُعد من ركائز مشروع بيب غوارديولا، بل وحصل مؤخرًا على جائزة الكرة الذهبية، مما يزيد من أهميته داخل الفريق.
ورغم تعزيزات ريال مدريد الأخيرة بضم كل من هويسن، أرنولد، ماستانتوونو وكاريراس، إلا أن إدارة النادي حريصة على عدم التسرع أو الدخول في صفقات مبالغ فيها، خصوصًا في ظل عدم وجود مبيعات كبيرة حتى الآن.
احتمال وارد في المستقبل
ورغم استبعاد انتقاله هذا الصيف، لا يُغلق الباب تمامًا أمام رؤية رودري بقميص ريال مدريد في المستقبل. فاللاعب نفسه يملك رغبة في تمثيل النادي الأبيض، والإدارة تُقدّر إمكانياته وتراه خيارًا ممتازًا على المدى الطويل. وفي حال لم يُجدد عقده مع مانشستر سيتي، فإن صيف 2026 قد يكون التوقيت الأنسب لمحاولة التعاقد معه، بشرط أن يُقدّم موسمًا جيدًا ويستعيد أفضل مستوياته.
في هذا السياق، قد يحاول ريال مدريد استغلال اقتراب نهاية عقده في 2027 لتقديم عرض منخفض للسيتي، مدفوعًا بإمكانية التوقيع معه مجانًا في حال لم يُجدد، وهو ما قد يُجبر النادي الإنجليزي على التفكير بجدية في بيعه بدلًا من خسارته دون مقابل.
وبحسب ما نقلته “ديفنسا سنترال” عن مصادر موثوقة داخل النادي، فإن ريال مدريد لا يُنكر اهتمامه باللاعب، لكنه لا يرى أي فرصة حقيقية لضمه في فترة الانتقالات الحالية. ومع ذلك، يؤمن مسؤولو النادي بأن رودري هرنانديز يُعد أفضل محور ارتكاز في العالم عندما يكون في قمة مستواه، مستشهدين بما قدّمه مع مانشستر سيتي والمنتخب الإسباني، بفضل مزيجه الفريد من القوة البدنية، الذكاء التكتيكي، والرؤية المميزة للعب.