مندوب مصر بالأمم المتحدة: لا بديل عن وقف شامل لإطلاق النار ورفع الحصار عن غزة

السفير أسامة عبد الخالق

أعرب السفير أسامة عبد الخالق، مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، عن إدانة مصر الشديدة لمواصلة إسرائيل سياساتها العدوانية في الأراضي العربية، خاصة في سوريا ولبنان، مؤكدًا أن هذه الانتهاكات تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، وتنتهك بشكل صارخ مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، نيابة عن المجموعة العربية، أشار عبد الخالق إلى أن الاعتداءات الجوية الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية واستهداف البنية التحتية العسكرية تمثل استباحة ممنهجة لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، داعيًا إلى ضرورة وقف هذه الأفعال التصعيدية وعدم السماح لها بالاستمرار دون مساءلة أو ردع حاسم.

كما سلط السفير المصري الضوء على استمرار إسرائيل في خرق اتفاق وقف إطلاق النار جنوب لبنان، الموقع في نوفمبر الماضي، من خلال تنفيذ غارات جوية متكررة بذريعة استهداف مواقع تابعة لـ"حزب الله" أو بنى تحتية مرتبطة به. وأكد أن هذه التصرفات لا تؤدي سوى إلى تأجيج الوضع الميداني وجرّ المنطقة نحو مزيد من التوتر والفوضى، بما يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط برمّته.

وفي السياق ذاته، أشار عبد الخالق إلى أن إسرائيل استغلت تفكك الدولة السورية منذ عام 2011 وتوغلت داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان المحتل، فارضة أمرًا واقعًا جديدًا بقوة السلاح في تحدٍ صريح للقرارات الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 497 لعام 1981، الذي ينص على بطلان قرار إسرائيل بضم الجولان.

وجددت المجموعة العربية، عبر كلمة السفير المصري، مطالبتها المجتمع الدولي بضرورة إنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل، والضغط من أجل الالتزام الكامل بالقرارات الدولية ذات الصلة، بما يضمن عدم تقويض قواعد النظام الدولي القائم على احترام سيادة الدول.

ويأتي هذا الموقف العربي الموحد في ظل تصعيد ميداني متسارع على الجبهتين السورية واللبنانية، وسط تحذيرات متصاعدة من اندلاع مواجهة أوسع قد تمتد إلى دول عربية أخرى، ما يتطلب تحركًا دوليًا فوريًا لاحتواء الأزمة وتفادي انفجار إقليمي واسع النطاق.

واختتم عبد الخالق كلمته بالتأكيد على تمسك الدول العربية بمبدأ الحل السلمي للنزاعات، مشددًا على أن السلام العادل والدائم في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الكامل لجميع الأراضي العربية المحتلة، وعلى رأسها الجولان السوري، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية.