دعا قائد القوات المسلحة الأوكرانية الجنرال أولكسندر سيرسكي، الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين إلى تسريع تسليم أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ بعيدة المدى، مشددًا على ضرورة رفع القيود المفروضة في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن على استخدام هذه الأسلحة ضد أهداف داخل روسيا.
وفي مقابلة مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أعرب سيرسكي عن أمله في أن يسهم التحول الأخير في موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أبدى استعدادًا لتزويد أوكرانيا بأسلحة أمريكية الصنع، في تسهيل حصول كييف على القدرات العسكرية اللازمة لردع الهجمات الروسية.
وقال الجنرال الأوكراني: "روسيا تستهدف كل شيء تقريبًا — المطارات والمناطق السكنية والبنية التحتية"، مضيفًا أن توافر صواريخ باليستية يعد بمثابة عامل ردع بحد ذاته. وأكد: "آمل أن تؤدي مواقف الرئيس ترامب إلى تسريع هذه العملية دون العقبات التي واجهناها سابقًا ".
يأتي ذلك في وقت تكثف فيه روسيا هجماتها الجوية على المدن الأوكرانية، مستخدمة صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، في ظل نقص حاد في ذخائر المدفعية من عيار 155 ملم ومركبات مدرعة في صفوف الجيش الأوكراني، وفقًا لما قاله سيرسكي.
وتحدث سيرسكي أيضًا عن عملية عسكرية جريئة نفذتها القوات الأوكرانية العام الماضي داخل منطقة كورسك الروسية، أدت إلى سيطرة أوكرانيا مؤقتًا على نحو 500 ميل مربع من الأراضي الروسية. وقال إن العملية ساعدت في تشتيت القوات الروسية وأجّلت هجومها على جبهات شرقية أخرى.
وذكر سيرسكي أن هذه العملية أدت إلى مقتل أو إصابة نحو 80 ألف جندي روسي، وظهور أنظمة تسليح روسية جديدة مثل الطائرات بدون طيار المعتمدة على الألياف الضوئية، إلى جانب وصول عناصر من الجيش الكوري الشمالي يُقدّر عددهم بنحو 20 ألف جندي.
وعلى الرغم من الانتقادات التي وُجهت للعملية، أكد سيرسكي أنها كانت ضرورية وأثّرت على قدرة روسيا في التوسع شرقي أوكرانيا، مشيرًا إلى أن مدينة بوكروفسك، التي كانت على وشك السقوط قبل عام، لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية حتى الآن.
وفي ما يتعلق بالتجنيد، قال سيرسكي إن أوكرانيا تواجه صعوبات في حشد القوات، مشيرًا إلى أن التجربة الجديدة لتجنيد من تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا مقابل حوافز مالية وسفر لم تحقّق نتائج كبيرة بعد.
وسيرسكي، الذي سيبلغ الستين من عمره هذا الأسبوع — وهو سن التقاعد الرسمي في الجيش الأوكراني — استبعد أي نية للتقاعد، قائلًا إنه لا يزال قادرًا على أداء مئة تمرين ضغط متتالٍ دون انقطاع، وإنه يجد راحته الأكبر في مواقع القتال الأمامية إلى جانب الجنود.
وكان ترامب قد أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الرابع من يوليو الجاري، استفسر خلاله عما إذا كانت أوكرانيا قادرة على ضرب موسكو أو سان بطرسبرج، قبل أن يوضح لاحقًا أنه يعارض تنفيذ مثل هذه الضربات.
وفي خطوة اعتُبرت تحوّلًا كبيرًا في السياسة الأمريكية، أعلن ترامب قبل أيام خطة تقضي بالسماح للدول الأوروبية بشراء أسلحة أمريكية لصالح أوكرانيا، واستبدال ما ترسله من مخزونها بأنظمة جديدة من واشنطن.
وفيما تجري ألمانيا محادثات مع الولايات المتحدة لتمويل وتسليم بطاريات باتريوت إلى كييف، استبعد وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس تزويد أوكرانيا بصواريخ "تاوروس" طويلة المدى، والتي كانت كييف قد طالبت بها مرارًا.
