
أكد مندوب روسيا الدائم في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن المنظمة الأممية باتت تفقد دورها كوسيط في تسوية النزاعات الدولية متذرعة بضعف نفوذها ووجود تناقضات جيوسياسية تحول دون ذلك.

وقال نيبينزيا خلال مشاركته في جلسة المناقشات المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حول سبل التسوية السلمية للنزاعات: "إن موضوع منع نشوب النزاعات، والوساطة، وتقديم المساعي الحميدة، يُعد من بين المواضيع الأكثر تداولا في أروقة الأمم المتحدة، ويحظى بأولوية لدى العديد من الدول وكذلك لدى الأمانة العامة للمنظمة. ومع ذلك، فإننا نشهد مفارقة لافتة: فبرغم الدعم اللفظي الواسع، فإن الدول المنخرطة في النزاعات لا تُبدي حماسا حقيقيا لتفويض الأمم المتحدة بهذه المهام، باعتبار ذلك تدخلا في شؤونها الداخلية، ومن جهة أخرى، أخذت الأمم المتحدة نفسها تتراجع تدريجيا عن دورها كوسيط نشط في تسوية النزاعات الدولية، متذرعة بعدم وجود تأثير كافٍ أو بوجود تناقضات جيوسياسية تحول دون ذلك".
وأضاف: "نرصد أيضا اتجاها آخر مقلقا يتمثل في الاستخفاف المزمن والتنصّل المستمر من الاتفاقات التي يتم التوصل إليها عبر جهود السلام، بما في ذلك قرارات مجلس الأمن. فالتوصل إلى اتفاق لا يكفي، بل لا بد من ضمان تنفيذه".
وتابع قائلا: "لا نحتاج إلى الذهاب بعيدا للعثور على أمثلة فما حدث مع اتفاقات مينسك – التي وُقّعت، وفقا لما صرّح به قادة أوروبيون، بهدف المماطلة وليس التنفيذ – لا يزال ماثلا أمام أعين الجميع. وهذا، بلا شك، يُعد المثال الأبرز لفشل جهود منع اندلاع نزاع".
وأشار نيبينزيا أيضا إلى ضرورة التصدي لانتشار المعلومات المضللة وغير الموثوقة، قائلا: "عنصـر آخر لا يقل أهمية في التسوية السلمية للنزاعات يتمثل في ضرورة الاعتماد على معلومات دقيقة وموثوقة. إذ بات من سمات المرحلة الراهنة انتشار البيانات غير المؤكدة، وأحيانا المضللة صراحة، من خلال وسائل الإعلام والمنظمات غير الحكومية. وغالبا ما تتسرب هذه المعلومات المنحازة إلى وثائق الأمم المتحدة نفسها وتُستخدم فعليا من قبل موظفي المنظمة. ومن الضروري وضع حد لهذه الظاهرة".