مع بداية شهر يوليو الحالي يكون قد مر أول 6 أشهر على تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي بمصر 2025 – 2030 التى أطلقها المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي.
وطبقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء الصادر تحت رقم 2889 لسنه 2019 بانشاء مجلس وطني للذكاء الاصطناعي برئاسة وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نص القرار فى المادة الخامسة على أن "يقدم المجلس كل سته أشهر تقريرًا بنتائج أعماله وتوصياته للعرض على رئيس مجلس الورزاء توطنة للعرض على السيد رئيس الجمهورية".
وبناء على قرار مجلس الوزراء لا بد أن يقدم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بصفته رئيسا للمجلس الوطني للذكاء الاصطناعي التقرير الاول عن تطبيق الاستراتيجية الوطنية عن مرور اول 6 شهور من الاستراتيجية التى تتكون من 21 مبادرة عبر 6 محاور تمثل رؤية مصر نحو الذكاء الاصطناعي وهي "الحوكمة – التكنولوجيا – البيانات – البنية التحتية – النظام البيئي – المهارات".
وطبقا للقرار أيضًا لا بد أن يوضح التقرير ما تم إنجازه من تطبيق للاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي على ارض الواقع وعرض كل التفاصيل من انجازات ومشاكل ومعوقات وتوصيات ويفترض أن يكون عرضًا شاملًا حتي تطمئن الدولة على ما يتم فعله فى هذا الملف الهام جدًا لمستقبل مصر والتنمية المستدامة فى بلادنا.
ولا بد أيضًا أن يوضح التقرير طبقًا للمادة الثانية من قرار انشائه ما هي الاجراءات التى اتخاذها المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي حول الآتي:
- ماذا فعل المجلس من خطوات واجراءات حول قانون الذكاء الاصطناعي؟
- ماذا فعل المجلس من إجراءات حول نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي بجميع محافظات مصر؟
- ماذا فعل المجلس لتبادل الخبرات بين الجهات الحكومية أو غير الحكومية حول ملف الذكاء الاصطناعي؟
- ماذا فعل المجلس فى المتابعات وتوجهات الدولة حول ملف الذكاء الاصطناعي وفي مقدمتها توجيهات رئيس الجمهورية حول تدريس مادة إلزامية للذكاء الاصطناعي؟
وطبقًا للمادة الثالثة من قرار إنشاء المجلس لا بد أن يوضح التقرير أيضًا الآتي:
- ما هي الإجراءات التى تم اتخاذها حول القيام باعمال التدريب والبرامج الخاصة بنشر الوعي القومي بمجالات الذكاء الاصطناعي؟ "أشير هنا إلى أنه سبق ونشرنا مقالًا عبر موقع "البوابة نيوز" يقدم اقتراحًا هامًا تحت عنوان "معهد المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي للتدريب".. أتمني أن يطلع عليه المسئولون بمجلس الوزراء"!
وحرصا على الشفافية والمشاركة والاستفادة وعرض الافكار لا بد أن يتم نشر تقرير المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي فى بيان إعلامي حتي يحق لنا جميعًا أن نعلم اين وصل ملف الذكاء الاصطناعي فى مصر وإبداء الملاحظات ومعرفة مجهودات الدولة فى هذا الملف الحيوي والهام لمستقبل بلادنا والتنمية المستدامة.
ومن هنا يحق لنا أن نسأل:
- هل تم الاهتمام بالمحليات ضمن خريطة الذكاء الاصطناعي خلال النصف الاول من تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي؟
- هل يوجد رؤية لرفع كفاءة الموظفين وتطويرهم بتقنيات وأدوات الذكاء الاصطناعي؟
- هل هناك رؤية للتوجه بانشاء ادارات للذكاء الاصطناعي فى كافة المؤسسات الحكومية والشركات والوزرات من اجل رفع كفاءة العمل الاداري والفني والاستعداد للتحول نحو الذكاء الاصطناعي فى كافة المجالات كما يتم ذلك على مستوي العالم؟
- هل تم الوضع فى الاعتبار ضمن الاستراتيجية الوطنية التجهيزات اللوجستية التى تحتاجها المحافظات والدواوين الحكومية والمديريات الخدمية والشركات والهيئات بالمحليات ورفع كفاءة البنية التحتية حتي يكون هناك استعداد للتحول نحو منظومة الذكاء الاصطناعي؟
- هل يوجد تنسيق بين المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي وجميع الوزارات حول احتياجاتهم حول ملف الذكاء الاصطناعي؟
- هل هناك تنسيق بين المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي والمحافظين لمعرفة احتياجات المحافظات لنشر ثقافة الذكاء الاصطناعي بالمحليات ؟
وبعد.. هناك عشرات الاسئلة والاستفسارات تحتاج الى اجابة واضحة وشافية أتمني أن يكشف عنها التقرير الاول عن الستة أشهر الاولي من تطبيق استراتيجية الذكاء الاصطناعي فى مصر وأتمني أن ينشر بالتفاصيل ويعرض عبر وسائل الاعلام بشكل واضح حتي نطمئن جميعا حول ما يتم حول هذا الملف.
أخيرًا، الذكاء الاصطناعي ليس رفاهية بل هو أمر واقع عالميًا والجميع يستغل امكانياته فى التطور الاقتصادي والعسكري وبكافة المجالات، وهو ما يدفعنا لضرورة المضي قدمًا وبقوة حول التطبيق الصحيح والجيد والرقابة والمتابعة لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي حتي لا نندم بعد فوات الاوان!.
*باحث فى مجال الذكاء الاصطناعي
