في وقتٍ تتصاعد فيه الضربات الروسية العنيفة على العاصمة الأوكرانية كييف، أعلن الكرملين أنه يعمل على تحديد موعد لجولة ثالثة من محادثات السلام مع أوكرانيا، وذلك بعد دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقدها هذا الأسبوع.
وبينما تسعى الدبلوماسية للعودة إلى طاولة التفاوض، لا تزال الصواريخ والطائرات المسيّرة تُسقط الضحايا وتخلّف الدمار في قلب العاصمة الأوكرانية، مما يضع جهود السلام في اختبار قاسٍ.
الكرملين: نعمل على تحديد موعد المحادثات مع كييف
قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريح للصحفيين يوم الاثنين، إن العمل جارٍ لتحديد موعد للجولة الثالثة من محادثات السلام بين موسكو وكييف، موضحًا أن هناك الكثير من العمل الدبلوماسي الجاري بسبب التباين الكبير في مواقف الطرفين.
وأضاف المتحدث باسم الكرملين: "سنبلغكم فور التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن التواريخ"، في إشارة إلى تعقيد المسار التفاوضي الراهن.
هجوم ليلي روسي جديد يضرب كييف
بالتزامن مع التحركات السياسية، شنت روسيا هجومًا جويًا واسعًا على كييف، استخدمت فيه الطائرات المسيرة والصواريخ.
ووفقًا لسلطات المدينة، تسبب الهجوم في مقتل شخص واحد على الأقل، كما أدى إلى حرائق في عدة مواقع حيوية.
وأكد رئيس بلدية كييف، فيتالي كليتشكو، أن أربعة أحياء في المدينة تعرضت لهجمات مباشرة، حيث اشتعلت النيران في مبانٍ سكنية، متجر، روضة أطفال، ومدرسة.
مترو كييف يتحول إلى ملجأ للسكان
في مشهد أصبح مألوفًا لسكان العاصمة، هرع المئات إلى محطات مترو الأنفاق للاحتماء من الصواريخ، فيما أفادت التقارير بتضرر مدخل محطة "لوكيانيفسكا" وسط المدينة.
وقال كليتشكو إن فرق الإنقاذ تعمل على إخماد الحرائق، وإن المسعفين انتشروا في مواقع متعددة لمساعدة السكان.
دبلوماسية متعثرة وسلسلة عقوبات أوروبية جديدة
يأتي هذا التصعيد العسكري بعد أيام من إعلان زيلينسكي استعداد بلاده للدخول في جولة جديدة من محادثات السلام، رغم أن جولتين سابقتين في إسطنبول لم تسفرا عن نتائج حاسمة، باستثناء تبادل الأسرى واستعادة جثامين القتلى.
من جانبه، أعرب الكرملين عن استعداده لمواصلة المحادثات، بالتزامن مع ضغط دولي متزايد، حيث أمهل الرئيس الأميركي دونالد ترامب روسيا 50 يومًا لإبرام اتفاق سلام، ملوّحًا بعقوبات جديدة.
وفي السياق ذاته، وافق الاتحاد الأوروبي على الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد موسكو، والتي تستهدف القطاع المصرفي وسقف أسعار صادرات النفط، بهدف تقليص قدرة روسيا على تمويل عملياتها العسكرية.
