نظّمت مكتبة الإسكندرية، اليوم الأحد، ندوة بعنوان "تجارب ملهمة في عالم التحليل والنقد الرياضي"، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب للدورة العشرين من معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، بمشاركة الكاتب الصحفي والناقد الرياضي حسن المستكاوي، وقدمها الإعلامي إبراهيم خليفة.
واستهل إبراهيم خليفة اللقاء بتوجيه الشكر لمكتبة الإسكندرية على تنظيم الفعاليات الثقافية المتنوعة، معربًا عن سعادته بوجود هذا الصرح الثقافي والعلمي العريق على أرض محافظة الإسكندرية.
حسن المستكاوي يصف مكتبة الإسكندرية بالصرح العالمي
من جانبه، عبّر حسن المستكاوي عن تقديره لمكتبة الإسكندرية، واصفًا إياها بـ"الصرح العالمي" الذي يحكي كل جزء فيه قصة من قصص مصر السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية.
واستعرض المستكاوي بداياته المهنية، موضحًا أنه خريج كلية التجارة، وأن والده هو الناقد الرياضي الكبير نجيب المستكاوي، وقال: "اسم والدي سهّل دخولي عالم الصحافة، لكنه في الوقت نفسه وضعني تحت ضغط كبير حتى أثبت نفسي، الصحافة لا تعرف الواسطة، بل تحتاج إلى اجتهاد ومصداقية".
وأضاف أنه أجرى حوارات مع كبار الفنانين مثل عبد الحليم حافظ وعادل إمام، مشيرًا إلى أنه لم يقتصر على الصحافة الرياضية فقط، بل انفتح على مجالات متعددة، وتعلم من والده العديد من المهارات، أبرزها التدقيق في الأرقام والتثقيف المستمر.




المستكاوي يتحدث عن صفقات الأهلي والأندية الشعبية في ندوة بمكتبة الإسكندرية
وتناول المستكاوي خلال الندوة التحولات التي شهدها الإعلام الرياضي، مشيرًا إلى أن "الإعلام لم يعد كما كان"، مؤكدًا أن جيل النقاد السابقين كان أكثر شجاعة، وهو ما تغيّر بفعل الضغوط المتزايدة على النقاد من خلال حملات وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما في القضايا المرتبطة بالأندية الجماهيرية الكبرى.
وأشار إلى أن عدم فهم طبيعة الصحافة من قبل مستخدمي السوشيال ميديا أدى إلى تغيرات سلبية في المشهد الإعلامي، مضيفًا أن وسائل التواصل باتت جزءًا من منظومة الصحافة الحديثة، لكنها تفتقر إلى الرأي والتحليل، إذ تكتفي غالبًا بنقل الخبر دون عمق.
وفي حديثه عن أسباب تراجع الصحافة الرياضية، شدد المستكاوي على أهمية العودة إلى الرأي العلمي والمعلومة الدقيقة بدلًا من اللهاث خلف "الترند"، مشددًا على أن دور الصحافة الحقيقي هو البحث عن الحقيقة وتوصيلها للمواطنين.
وفي تعليقه على مشاركة المنتخب المصري في تصفيات كأس العالم 2026، قال المستكاوي: "أتمنى أن نتأهل وأن يكون تمثيلنا مشرفًا باسم مصر، نريد أن نستمتع بكرة القدم، لا أن نعاني منها".
وعن قرار اتحاد الكرة بإلغاء الهبوط في الدوري الممتاز، انتقد المستكاوي القرار بشدة، معتبرًا أنه يضر بالمنظومة الكروية، مؤكدًا الحاجة الماسّة إلى إصلاحات حقيقية في قطاع الرياضة.
وجه المستكاوي نصيحة للشباب بضرورة المواظبة على القراءة في مختلف المجالات، مؤكدًا أن القراءة هي المفتاح الحقيقي للتثقيف والتوعية، ووسيلة لفهم ما يدور من حولهم في العالم من أحداث وتطورات.
وأضاف المستكاوي أن هناك العديد من الكتب الرياضية التي تكشف أسرارًا ومعلومات ثرية عن الرياضة، من مصطلحات فنية إلى إحصائيات وأرقام اللاعبين.
وأشار إلى أنه كثيرًا ما تساءل عن سبب شعبية كرة القدم، حتى توصّل إلى أن سرّها يكمن في كونها لعبة لا تفرّق بين طويل وقصير، ولا بين غني وفقير، فضلًا عن بساطتها وسهولة ممارستها.
دعا المستكاوي الشباب إلى قراءة مجموعة من الكتب المتخصصة في الشأن الرياضي، من أبرزها: "الهرم المقلوب"، و"عامل غرف الملابس"، و"أغرب أحداث كأس العالم"، و"الشمس والظل"، كما رشّح لهم قراءة كتابه الخاص عن النادي الأهلي ونادي الإسماعيلي، لما يتضمنه من رؤى وتحليلات تسهم في إثراء الثقافة الرياضية.
تحدث المستكاوي عن نادي الاتحاد السكندري، كاشفًا عن معلومة تاريخية مفادها أن الفنان سيد درويش قام بتلحين أغنية للنادي، في دلالة على عمقه الشعبي وقيمته التاريخية.
وأكد على ضرورة تأسيس شركات كرة قدم للأندية الجماهيرية كحل أمثل للنهوض بها واستثمار إمكانياتها، مشددًا على أن هذا هو المسار الصحيح لتحقيق الاستدامة والتطور الرياضي.
أشاد المستكاوي بخطوة نادي الزمالك هذا العام بتعيين جون إدوارد لإدارة منظومة الكرة داخل النادي، معتبرًا ذلك توجهًا احترافيًا يُحسب لإدارة النادي.
وأضاف أن تدريب فريقي الأهلي والزمالك يجب أن يكون دائمًا تحت قيادة مدرب أجنبي، نظرًا لطبيعة الضغوط الجماهيرية والإعلامية المحيطة بهما، والتي تتطلب خبرات فنية عالية وقدرة على التعامل مع التحديات الكبرى.
في رده على سؤال حول الإعداد النفسي للرياضيين، أشار المستكاوي إلى أن هذا الجانب مهمل في مصر، رغم كونه علمًا قائمًا بذاته، مؤكدًا على ضرورة إيلاءه اهتمامًا أكبر، وأن اللاعب المصري بحاجة إلى الاحتكاك بمنتخبات وفرق عالمية لاكتساب الخبرة والثقة بالنفس.
وعن صفقات النادي الأهلي، قال المستكاوي إن إدارة الكرة بالنادي تُحكم سيطرتها على غرفة الملابس، مشيرًا إلى أن السؤال الأهم يجب أن يكون: هل الصفقات تخدم مصلحة الأهلي فعليًا؟ أم أنها تُبرم فقط لإرضاء الجماهير؟ مؤكدًا أن التعاقدات يجب أن تُبنى على احتياجات فنية حقيقية، لا على اعتبارات شعبية.


يُذكر أن معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب يُقام بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب واتحاد الناشرين المصريين والعرب، بمشاركة 79 دار نشر مصرية وعربية، وتقدم خلاله خصومات مميزة على أحدث الإصدارات.
ويشهد المعرض هذا العام أكثر من 215 فعالية ثقافية بمشاركة نحو 800 مفكر ومثقف، بالإضافة إلى أنشطة موازية تقام في كل من بيت السناري بالسيدة زينب وقصر خديجة بحلوان.