في حي بولاق الدكرور الشعبي غرب محافظة الجيزة، الذي يعج بالحياة والحركة ليل نهار، لم يتخيل أحد أن يتحول شارع الهادئ إلى مسرح لدماء وصرخات واستغاثات، بعد أن قرر شاب مدمن صب سمه علي الجميع دون تمييز ليكون هناك قتيلا ومصابين.
كان الشاب "مايكل" يسير كعادته في الشارع متجهًا لقضاء متطلبات منزله، لا شيء يدل على أن تلك ستكون خطوته الأخيرة في هذه الحياة، لم يكن يدري أن القدر أعد له مشهد النهاية على يد من لا عقل له، ولا رحمة في قلبه، وفي الجهة المقابلة، وقف الصيدلي "روماني" أمام صيدليته يتبادل الحديث مع أحد زبائنه، بينما اقترب شاب برفقة زوجته في طريقهما للمنزل.
وفي تلك اللحظة.. خرج المتهم "أحمد"، مدمن مخدر "الشابو"، من إحدى الزوايا، يحمل سكينا في يده، وعيناه جاحظتان، ونفسه يتلاحق كوحش انطلق من قفص الجنون.
دقائق من الجحيم
دون سابق إنذار، اندفع المتهم نحو "مايكل" وغرس السكين في رقبته، ليسقط على الفور وسط بركة من الدماء.
ولم يكتف القاتل بذلك، بل راح يلوح بسكينه كالممسوس، وهاجم الشاب المار بجوار زوجته، فأصابهما بطعنات متفرقة، قبل أن يقتحم الصيدلية ويطعن "روماني" طعنات غائرة.
لم تكن هناك خصومة، لم تكن هناك مشاجرة فقط هي لحظة هياج صنعها الشابو، وانتهت بكارثة.
الحي بأكمله أصيب بالذعر، انطلقت صرخات النساء، وتدافع الأهالي في محاولة لإنقاذ المصابين، لكن "مايكل" كان قد فارق الحياة، والسكين أنهت رحلته في لحظة واحدة، بينما نقل الصيدلي والشاب المصاب إلى المستشفى في حالة خطرة.
الجريمة التي وقعت في أقل من خمس دقائق، كانت كفيلة بأن تترك أثرا لا يمحى في ذاكرة سكان الحي الشعبي ببولاق الدكرور.
بمجرد إبلاغ قسم شرطة بولاق الدكرور بمديرية أمن الجيزة، تحركت قوة بقيادة المقدم أحمد عصام، رئيس وحدة المباحث، وتم تطويق مكان الحادث بسرعة، ونجحت القوات في القبض على المتهم.
بالتحقيق والفحص تبين أن المتهم في حالة غير طبيعية، وكان تحت تأثير الشابو، واعترف بارتكاب الجريمة دون دافع واضح.
تم نقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى، لتشريحه بواسطة الطب الشرعي، وبدأت النيابة العامة التحقيق في الواقعة، وأمرت بحبس المتهم 4 أيام احتياطياً علي ذمة التحقيقات وجدد قاضي المعارضات حبسه 15 يوم آخرين، وطلبت النيابة صحيفة الحالة الجنائية للمتهم وعرضه على الطب الشرعي وأخذ عينات دماء وبيان تعاطيه المواد المخدرة وجاري استكمال التحقيقات.