السبت 19 يوليو 2025 | 09:20 مساءً
بدأت مجموعة كارفور الفرنسية تحركات عملية لبيع عملياتها في إيطاليا ضمن خطة مراجعة استراتيجية شاملة لمحفظة أصولها، حيث استعانت المجموعة بشركة روتشيلد آند كو كمستشار مالي لاستطلاع فرص التخارج المحتملة من السوق الإيطالية، في خطوة تعكس توجه إدارة المجموعة لتعزيز تقييم الشركة والتركيز على الأسواق الأكثر ربحية.
ونقلت مصادر مطلعة لوكالة "بلومبرج" أن كارفور وروتشيلد شرعتا في استطلاع اهتمام المشترين المحتملين داخل السوق الإيطالية، مشيرة إلى أن حجم عمليات المجموعة في إيطاليا قد يستدعي تنفيذ عملية البيع عبر عدة صفقات منفصلة. ورغم استمرار المباحثات، إلا أنه لا يوجد أي تأكيد حتى الآن حول إتمام الصفقة.
وفي بيان رسمي، أوضحت "كارفور" أنها بدأت مراجعة استراتيجية معمقة لمحفظة أعمالها ونماذجها التشغيلية استجابةً للمتغيرات السوقية، مؤكدة أن هذه المراجعة تشمل جميع الأنشطة دون تقديم تفاصيل إضافية حول الصفقة المحتملة.
وكانت صحيفة "كورييري ديلا سيرا" الإيطالية قد أفادت في وقت سابق بانخراط "روتشيلد" في العملية كمستشار مالي لمجموعة "كارفور".
تعزيز التقييم وسط ضغوط السوق
يأتي ذلك في وقت يواجه فيه الرئيس التنفيذي للمجموعة ألكسندر بومبارد، الذي تنتهي ولايته العام المقبل بعد توليه المنصب منذ 2017، ضغوطًا لتعزيز تقييم الشركة وسط تراجع سهم "كارفور" الذي سجل في 26 يونيو أدنى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة عقود، بعد أن أدرجته "جيه بي مورغان" ضمن قائمة المراقبة السلبية.
وكان ماثيو ماليغ المدير المالي للمجموعة قد أشار في أبريل الماضي إلى إحراز تقدم جيد في عملية المراجعة الاستراتيجية للأصول، مؤكدًا أنه سيتم إطلاع الأسواق على التفاصيل فور الوصول إلى مراحل متقدمة.
السوق الإيطالية.. حضور تاريخي قوي
وتعد إيطاليا خامس أكبر سوق لمجموعة كارفور بعد فرنسا والبرازيل وإسبانيا وبلجيكا، حيث دخلت السوق الإيطالية لأول مرة عام 1993، وتدير حتى نهاية 2024 نحو 1,185 متجرًا بمختلف الأحجام، محققة مبيعات صافية بلغت 3.7 مليار يورو (4.3 مليار دولار) بنهاية العام الماضي.
وسيكون إتمام أي صفقة بيع في إيطاليا مرهونًا بموافقة المساهمين الرئيسيين في "كارفور"، وفي مقدمتهم عائلة مولان المالكة لسلسلة "غاليري لافاييت" والتي تمتلك حصة 9.46% من أسهم "كارفور"، إلى جانب الشركة القابضة التي أسسها رجل الأعمال البرازيلي الراحل أبيليو دينيز والتي تملك أيضًا حصة مؤثرة في الشركة.
"كارفور" هدف دائم لمحاولات الاستحواذ
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة "كارفور" نفسها كانت في مرمى محاولات الاستحواذ خلال السنوات الماضية، حيث انسحبت مجموعة "أليمنتاشيون كوش-تار" المالكة لسلسلة "سيركل كيه" من مفاوضات اندماج بقيمة 20 مليار دولار في عام 2021 بعد اعتراضات حكومية فرنسية، كما درست مجموعة "أوشان" الفرنسية المنافسة الاستحواذ على "كارفور" أكثر من مرة دون إتمام الصفقة.
ويُعرف ألكسندر بومبارد بقدرته على إبرام الصفقات، إذ سبق وأشرف على استحواذ شركة "فناك" على "دارتي" خلال توليه إدارتها التنفيذية سابقًا، بينما تواجه "كارفور" حاليًا منافسة قوية من متاجر الخصم مثل "ألدي" و"ليدل" داخل السوق الفرنسية وسط أزمة غلاء المعيشة المستمرة.
وتُشير هذه الخطوة إلى توجه "كارفور" نحو إعادة هيكلة أصولها والتركيز على الأسواق الأكثر ربحية، بما يضمن تحقيق أفضل قيمة للمساهمين وتعزيز مركزها المالي، في وقت تشهد فيه أسواق التجزئة الأوروبية تحديات متزايدة تتعلق بالتكلفة والقدرة الشرائية للمستهلكين.
اقرأ ايضا
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.