شهد طريق "الفرافرة - الواحات البحرية" بمحافظة الوادي الجديد، اليوم السبت، حادثًا مروّعًا جرى خلاله تصادم شاحنتين نقل عند الكيلو 65، ما أسفر عن مصرع سائق وإصابة آخر بجروح بالغة، وسط تحركات عاجلة من الأجهزة الأمنية والإسعافية لاحتواء الموقف.
تفاصيل الواقعة
انطلقت جهود الإنقاذ فور تلقي اللواء محمد حامد، مدير أمن الوادي الجديد، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة، يُفيد بوصول جثة ومصاب إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي، نتيجة حادث تصادم وقع على أحد أهم الطرق الحيوية التي تربط بين محافظة الوادي الجديد والواحات البحرية.
وتبين من المعاينة الأولية أن التصادم جرى بين شاحنتين نقل ثقيل عند الكيلو 65 من طريق "الفرافرة – الواحات"، وأسفر عن مصرع مسعد السيد عبده أحمد، 60 عامًا، والمقيم في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وإصابة كامل محمد أحمد العلمي، 57 عامًا، من نفس المحافظة، بجروح متفرقة.
تحرك سريع من الأجهزة المعنية
نُقلت جثة الضحية إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي، وأُودعت تحت تصرف النيابة العامة، بينما خضع المصاب للرعاية الطبية اللازمة داخل المستشفى ذاته. وجرى تحرير محضر رسمي بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لفتح تحقيق موسّع حول ملابسات الحادث.
وبالتزامن، دفعت الوحدة المحلية لمركز الفرافرة بمعداتها إلى موقع الحادث، بالتعاون مع وحدة مرور المركز، حيث جرى رفع آثار التصادم وإعادة فتح الطريق أمام حركة السيارات التي توقفت كليًا لفترة بسبب الحادث.
طريق محفوف بالمخاطر
طريق "الفرافرة - الواحات البحرية" يُعد من الطرق الصحراوية التي تشهد كثافة مرورية عالية لحركة النقل الثقيل، ويربط بين مناطق الإنتاج الزراعي والصناعي بالوادي الجديد والواحات. ويُصنّف هذا الطريق من ضمن الطرق التي تحتاج إلى تطوير ورفع مستوى الأمان بها، خصوصًا في ظل الحوادث المتكررة عليه بسبب ضيق المسار ونقص الإضاءة في بعض المناطق.
وطالب عدد من أهالي مركز الفرافرة، بضرورة تكثيف الرقابة المرورية وتحديث البنية التحتية للطريق، بما يشمل إنشاء نقاط إسعاف وطوارئ على طول المسار، بالإضافة إلى لافتات إرشادية وتحذيرية، لتقليل الحوادث التي تودي بحياة المواطنين.
تحقيقات جارية
التحقيقات الأولية تُشير إلى أن الحادث قد يكون ناتجًا عن السرعة الزائدة أو تشتت انتباه أحد السائقين، إلا أن التفاصيل الدقيقة لن تتضح قبل انتهاء النيابة من سماع أقوال المصاب ومعاينة المركبتين.
كما أن إدارة المرور تُراجع كذلك كاميرات المراقبة المتواجدة على الطريق، إن وُجدت، لتحديد المتسبب الفعلي في الحادث، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
جريمة الطرق.. متى تتوقف؟
حادث اليوم يعيد إلى الأذهان سلسلة طويلة من الحوادث المماثلة التي شهدتها محافظة الوادي الجديد خلال السنوات الأخيرة، والتي راح ضحيتها عشرات المواطنين، بين قتلى ومصابين. ويُعد الملف المروري واحدًا من التحديات الكبرى التي تواجهها الحكومة في إطار خططها لتطوير البنية التحتية ورفع مستوى السلامة على الطرق.
ومع تزايد الحوادث، تتجدد المطالب بتكثيف برامج التوعية المرورية، وتطبيق صارم لقوانين السير، وإنشاء طرق بديلة تُخفف الضغط على المحاور الحالية، خاصة في المناطق النائية والصحراوية مثل الفرافرة.