قال الدكتور أحمد ملاعبة، أستاذ الجيولوجيا والتغيرات المناخية، إن هناك علاقة دقيقة ومثيرة بين ذوبان الأنهار الجليدية في المحيط المتجمد الجنوبي وزيادة النشاط البركاني، محذرًا من كارثة جيولوجية محتملة إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة.
براكين مخفية تحت الضغط الجليدي
وأوضح ملاعبة، في مداخلة من العاصمة الأردنية عمان عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن هناك أكثر من 138 بركانًا في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط المتجمد الجنوبي، معظمها يقع ضمن أحزمة نشطة جيولوجيًا، ويخضع لضغط هائل من الكتل الجليدية التي يتراوح سمكها ما بين 3 و5 كيلومترات، وتبلغ كتلتها نحو 35 إلى 45 كيلومترًا مكعبًا.
ذوبان الجليد يطلق الماجما المحبوسة
وأشار إلى أن هذا الضغط الهائل يُبقي الماجما حبيسة الفجوات الماجماتية، ولا يسمح لها بالثوران بسهولة، لكن ذوبان الجليد نتيجة الاحترار العالمي سيقلل من هذا الضغط، ما يُتيح للماجما فرصة أكبر للصعود والثوران، خاصة مع تغذيتها من أعماق الأرض التي قد تصل إلى 700 كيلومتر.
ثوران متزامن قد يغير وجه الأرض
وأكد ملاعبة أن ما سيحدث لن يكون ثورانًا جماعيًا لمئات البراكين دفعة واحدة، لكنه قد يؤدي إلى نشاط متزامن لعشرة براكين على الأقل، مشيرًا إلى أن هناك حاليًا نحو 250 بركانًا نشطًا حول العالم، عشرة منها في حالة ثوران دائم.
المدن المهددة بالغرق
وشدد على أن حدوث ثوران واسع في المحيط المتجمد الجنوبي سيؤدي إلى ذوبان كميات هائلة من الجليد، ما يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر بأكثر من 60 سنتيمترًا، مهددًا بإغراق أكثر من 40 مدينة وجزيرة حول العالم، من بينها: كاليفورنيا، إسبانيا، نيويورك، جزر الكناري، جزر مالطا، ودول عربية مثل: اليمن، عمان، ودبي
التنبؤ والوقاية
وأوضح ملاعبة أن التنبؤ بالنشاط البركاني بات أمرًا ممكنًا من خلال رصد الاهتزازات الأرضية وبصمة حركة الماجما عبر الأجهزة الزلزالية، لكن مواجهة الكارثة تتطلب العمل على إبطاء التغير المناخي في المقام الأول.
خطر متسارع قبل نهاية القرن
وأشار إلى أن هذه السيناريوهات الكارثية قد لا تحدث قبل عام 2100، لكنه حذر من أن تجاوز درجات الحرارة العالمية حدود 1.2 درجة مئوية سيُسرّع من ذوبان الجليد ويفتح الباب أمام الكارثة، مؤكدًا أن العالم يواجه تحديًا مناخيًا وجيولوجيًا غير مسبوق.
