belbalady.net في لحظة ما من حياة الإنسان، تُسلط عليه الأقدار ضوءًا ساطعًا، ليس لتكشف ضعفه، بل لتمنحه فرصة.. فرصة تليق بما في قلبه من رجاء، لا بما في أفعاله من ضياع.
كنت هناك. رأيتك وأنت تتألم، تتوسل أن يسمعك أحد، أن يصدقك أحد، أن يمنحك العالم لحظة تنفس واحدة.
كنتَ متهمًا — بالقـتل، بالتعاطي، بالانحدار.. وما أشدها من تهمة على من عرفته الملاعب نجمًا، والهتاف باسمه كان طقسًا جماهيريًا لا يُمل.
لكن ـ رغم كل شيء ـ صدقك الجمهور.
لم تكن تلك ثقة عمياء، بل كانت دعوة خفية للعودة.. للعودة إلى ما كنت عليه، أو لما يجب أن تكونه.
وقفت خلفك قلوب كثيرة، منها من أحبك، ومنها من رق لحالك، ومنها من رأى فيك صورة ابن أو أخ أو صديق سقط في هوة وعله يصعد.. وقد صعدت.
النجاة التي لم تكتمل
خرجت من الأزمة ناجيًا، نجاك الله لا بذكائك، بل برحمته.. ومن رحمته أن مد في عمرك، وأبقى شهرتك، وأعاد لك أضواء الملاعب، ومنحك من المال والفرص ما لم يحلم به الملايين.
لكنّك، ويا للأسى، عدت إلى الحافة، كأنك تعشق الوقوف على شفير السقوط.
عدت إلى اللهو والتهور والمشاكل، كأنك لا تتقن الحياة إلا حين تهددها بيدك.
أتعلم؟
الموهبة وحدها لا تكفي.. والشهرة لا تحمي من الضياع.. والفرصة، إن لم تُغتنم، تتحول إلى لعنة.
أتعلم كم شاب في هذا الوطن، يقطع يومه بحثًا عن فرصة؟ كم لاعب ناشئ يلعب بالحذاء الممزق على التراب، ويحلم أن يرتدي قميصًا يحمل اسم بلاده؟
كم شاب يتعاطى الصبر، لا المخدرات، ويحارب من أجل لقمة لا تسد الجوع، لكنها تحفظ الكرامة؟
وأنت...
أُعطيت كل شيء، ثم تمضي تهدره في الطرق الملتوية، كأنك ترفض النعمة، أو كأنك تنكر المعروف.
اعلم ـ يا من وهبه الله الموهبة والمال ـ أن النعمة إن لم تُقدر، سُلبت.. وأن الفرص إن أُهدرت، صارت حسرات.
وأن الموهبة وحدها لا تخلد صاحبها، بل الالتزام، والانضباط، وخشية الله في السر والعلن.
لا أحد يطلب منك أن تكون قديسًا، لكن أن تكون مسؤولًا، أن تحترم ما أُعطيت، أن تعرف أن في الحياة من ينتظرون فرصة واحدة، بينما أنت تمزق الفرص بالعناد واللامبالاة.. عد، قبل أن يكون الرجوع متأخرًا.
تب، قبل أن تُطفأ الأضواء من حولك، ويبقى لك ظلك فقط.. يحاورك بصمتٍ مرير:
"أين كنت؟ وماذا فعلت؟ ولماذا خذلت نفسك؟"
في النهاية، الحياة لا ترحم الموهوب المتعجرف، ولا الشاب الغافل.. فإما أن تكون نعمة تمشي على الأرض، أو نقمة على نفسك وعلى كل من أحبك.
فاختر.
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"