علق السفير عمرو حلمي عضو مجلس الشيوخ، على الاعتداءات الإسرائليلة على سوريا، قائلا: انه ليس من الصواب الاعتقاد ان التدخل العسكري الإسرائيلي الاخير في سوريا قد جاء لمجرد حماية الدروز، اذ يعد في واقع الأمر جزءًا من معركة أكبر تهدف إلى رسم خريطة النفوذ في سوريا، في ظل تصاعد المؤشرات التي توحي بتصاعد التنافس الإقليمي بين إسرائيل وتركيا علي الأراضي السورية ، فبينما تسعى أنقرة إلى توسيع نفوذها في الشمال السوري، تحاول إسرائيل ترسيخ وجودها الأمني من خلال اقامه منطقة عازلة منزوعة السلاح في الجنوب.
السفير عمرو حلمي: الضربات الإسرائيلية في سوريا تستهدف تقويض الشرع
واضاف ان الضربات الإسرائيلية الأخيرة حملت رسالة سياسية مفادها أن إسرائيل ترفض الاعتراف بالأمر الواقع الجديد في دمشق، ولن تتردد في استخدام القوة لفرض خطوطها الحمراء، فبالرغم من البعد الإنساني الذي تروّج له إسرائيل والمتمثل في حمايه الدروز ، تتكشّف أبعاد سياسية وأمنية أعمق، ترتبط بموقفها من السلطة الجديدة التي تشكّلت بعد سقوط نظام بشار الأسد ، فقيام إسرائيل بقصف مبني هيئة اركان الجيش السوري وجانب من القصر الرئاسي في دمشق هي رساله لا تخطأها العين ، فأحمد الشرع، في نظر إسرائيل، ليس سوى “جهادي سابق يرتدي قناع الدولة العصرية”، وشخصية لا يمكن الوثوق بها، مهما غيّر خطابه أو مظهره. والقلق الإسرائيلي لا يتعلّق فقط بماضيه وخلفياته الارهابيه، بل أيضًا بتحالفاته المتغيرة. إذ تخشى تل أبيب أن يلعب الشرع على التوازنات بين تركيا والسعودية وقطر ومحاولاته استماله واشنطن والغرب، ما يجعل وجوده في دمشق تهديدًا محتملاً على المدى الطويل، خاصه في الجنوب السوري القريب من حدود الجولان
وذكر السفير عمرو حلمي إن أزمة السويداء لا تعتبر شأناً محلياً، بل باتت مرآة لحالة سوريا ككل: بلد تتنازعه التوترات الطائفية، ويعاد تشكيله في ظل صراعات إقليمية ، وانه ما لم يتم احتواء الموقف عبر حل سياسي عادل، فإن البلاد قد تتجه إلى فصل جديد من التفكك لا يهدد وحدتها فحسب، بل استقرار الإقليم بأسره خاصه وان للدروز امتدادات اجتماعية وسياسية في كل من لبنان وإسرائيل و يُعدّون أحد المكونات الفاعلة في الجيش الإسرائيلي
واوضح السفير عمرو حلمي إنه من السابق لاوانه الجزم بان الأمور في سوريا في طريقها الي الهدوء والاستقرار، فاحتمالات تعقّد الموقف تبدو مفتوحة على سيناريوهات متعدده، قد تشمل تصعيدًا عسكريًا أوسع، أو حتى فشل النظام السوري في حمايه الأقليات ، او نشوء توازنات جديدة في الجنوب السوري يصعب السيطره عليها، خاصه وان إسرائيل لا تبدو مستعده للتخلي عن الجولان او عن كافه الأراضي السوريه الاضافيه التي استولت عليها بعد سقوط بشار الاسد أخذاً في الاعتبار ان الأوضاع في سوريا تبدو مرتبطه بالأوضاع في لبنان وكذلك باحتمالات تجدد الصدام الاسرائيلي مع ايران…وان الوساطه الامريكيه بين مختلف الأطراف قد لا تنجح في تغيير موقف اسرائيل من احمد الشرع ومن امكانيه قبولها له كرئيس لسوريا يمكن الاعتداد به او التعامل معه
