أعلن البيت الأبيض، الأربعاء، تفاصيل طبية تتعلق بحالة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصحية، بعد أن أثارت صور حديثة له تكهنات حول تورم في ساقيه وكدمات على يده.
وأوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، في مؤتمر صحفي أن ترامب، البالغ من العمر 79 عامًا، خضع لفحوصات طبية شاملة بعد ملاحظته "تورمًا طفيفًا" في أسفل ساقيه، وتم تشخيصه بـ"القصور الوريدي المزمن"، وهي حالة شائعة (غير خطيرة) خاصة بين الأفراد فوق سن السبعين، وفقًا لشبكة فوكس نيوز.
وأشارت ليفيت إلى أن الكدمات المرئية على يد ترامب ناتجة عن "تهيج طفيف في الأنسجة الرخوة" بسبب المصافحات المتكررة واستخدام الأسبرين كجزء من نظام وقائي لصحة القلب.
تفاصيل الفحوصات الطبية ونتائجها
وفقًا لبيان صادر عن طبيب البيت الأبيض، شون باربابيلا، خضع ترامب لفحوصات تشخيصية تشمل تصوير الأوعية الدموية وفحوصات الموجات فوق الصوتية للأطراف السفلية.
وأظهرت النتائج أن ترامب يعاني من القصور الوريدي المزمن، وهي حالة تحدث عندما تفشل الأوردة في الساقين في ضخ الدم بشكل فعال إلى القلب، مما يؤدي إلى تجمع الدم وتورم الساقين.
وأكد البيان أنه لا توجد أدلة على وجود جلطات دموية (تجلط الأوردة العميقة) أو أمراض شريانية، كما أظهرت فحوصات القلب (الإيكوكارديوجرام) بنية قلبية طبيعية ووظيفة سليمة.
وأشار باربابيلا إلى أن جميع نتائج الفحوصات كانت ضمن الحدود الطبيعية، مؤكدًا أن "الرئيس يتمتع بصحة ممتازة".
أسباب الكدمات على يد ترامب
تناولت ليفيت في المؤتمر الصحفي التكهنات حول الكدمات الظاهرة على ظهر يد ترامب اليمنى، والتي بدت مغطاة بمساحيق تجميل في عدة مناسبات، بما في ذلك لقاء مع ولي عهد البحرين سلمان بن حمد آل خليفة في 16 يوليو 2025.
وأوضحت أن هذه الكدمات ناتجة عن المصافحات المتكررة التي يقوم بها ترامب يوميًا، إلى جانب استخدامه للأسبرين، وهو دواء يُستخدم للوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، لكنه قد يزيد من قابلية الجلد للكدمات، خاصة مع تقدم العمر.
وأكد الدكتور إدواردز، في تصريح لـبي بي سي، أن تناول الأسبرين مع التقدم في العمر يمكن أن يجعل الجلد أكثر عرضة للكدمات، خاصة إذا كانت المصافحات قوية.
وأثارت صور ترامب خلال حضوره نهائي كأس العالم للأندية في نيوجيرسي يوم 13 يوليو 2025، إلى جانب ظهوره مع كدمات مغطاة بالمكياج في مناسبات عامة، موجة من التكهنات على وسائل التواصل الاجتماعي حول صحته.
وكانت هذه الكدمات قد لوحظت سابقًا خلال لقاءات مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في فبراير 2025 وأثناء فعاليات أخرى. وردًا على هذه التكهنات، أكدت ليفيت أن ترامب لا يعاني من أي إزعاج مرتبط بالحالة، مشيرة إلى أنه "يعمل على مدار الساعة" ويتمتع بحيوية ملحوظة.
ومع ذلك، أشار تقرير نيويورك ماغازين إلى أن اعتراف البيت الأبيض بهذه الحالة بشكل علني يعد أمرًا غير معتاد، مما أثار تساؤلات حول دوافع هذا الكشف.
طبيعة القصور الوريدي المزمن
القصور الوريدي المزمن هو حالة شائعة تصيب حوالي 1 من كل 20 بالغًا، وتزداد مخاطرها مع التقدم في العمر، وفقًا لعيادة كليفلاند.
تشمل أعراضها تورم الساقين، الشعور بالثقل أو التشنج، وظهور الدوالي الوريدية.
ويمكن علاج الحالة من خلال تغييرات في نمط الحياة مثل رفع الساقين، ممارسة الرياضة، أو ارتداء جوارب ضاغطة، بينما قد تتطلب الحالات الشديدة تدخلات طبية أو جراحية.
وأكدت ليفيت أن حالة ترامب لا تسبب له أي ألم، وأن الفحوصات لم تكشف عن أي مضاعفات مثل تجلط الأوردة العميقة. وأشار تقرير نيويورك تايمز إلى أن هذه الحالة، رغم كونها غير خطيرة، قد تسبب عدم راحة أو ألمًا في بعض الحالات، لكنها قابلة للعلاج.
تكهنات مستمرة
على الرغم من توضيح البيت الأبيض، أعرب بعض الأطباء عن شكوكهم حول تفسير المصافحات كسبب رئيسي للكدمات.
فقد قال الدكتور نيل إتش باتيل، طبيب في مستشفى بروفيدنس سانت جوزيف، لصحيفة ديلي ميل إنه نادرًا ما يرى كدمات ناتجة عن المصافحات لدى رجال الأعمال، مشيرًا إلى أن الكدمات قد تكون مرتبطة بإجراء طبي مثل إدخال إبرة وريدية.
كما أثار قرار البيت الأبيض بالكشف عن هذه التفاصيل تساؤلات حول دوافع الشفافية، خاصة أن إدارة ترامب كانت تتجنب في السابق الإفصاح عن تفاصيل صحته.
وأشار تقرير صحيفة فيرست بوست إلى أن هذه التكهنات تأتي في سياق حساس، حيث أصبحت صحة الرئيس موضوعًا سياسيًا مشحونًا بعد انتقادات مماثلة وجهت للرئيس السابق جو بايدن.