أخبار عاجلة

بالبلدي: المتلاعبون بالعقول !!

بقلم ✍️: أحمد رفاعي آدم (أديب وروائي)

نعيشُ اليوم حرباً الكل واقع تحت تأثيرها. حرب ضروس لا تتوقف تُستَخدَم فيها كل أنواع الأسلحة: البنادق والأقلام والإعلام وغسيل العقول، وأخطرها على الإطلاق غسيل العقول.

“المتلاعبون بالعقول” هو عنوان لكتاب رائع من تأليف هربرت شيللر، والعنوان الأصلي للكتاب هو (Mind Managers)، وهو يؤكد بشكلٍ صريح على وجود قوى عالمية في الأغلب أمريكية تدير وتحرك وتوجه عقول معظم سكان الكوكب على جميع الأصعدة: في الفن والسياسة والاقتصاد والأخلاق والمجتمع بطريقة تشبه الإدارة، كما لو كانت العقول آلات أو شركات كبرى تحتاج لمن يديرها ويحركها ويوجهها كيفما تقتضي الحاجة. وبالرغم من أن هذا الكتاب تم تأليفه سنة ١٩٧٤ إلا أننا اليوم نعيش كثيراً من الحقائق المذكورة فيه، أي بعد نصف قرن من الزمان تقريباً، وهذا دليلٌ كافٍ على صدق ما جاء فيه.

ولا شك أن بعض الأشخاص لا يؤمنون بنظرية المؤامرة ويشككون في كل ما يحدث ولا يصدقون أي رأي يقول بوجود مُخططات مُسبقة ومُدبرة من المتلاعبين بالعقول إلا أنني أعترف بعد هذه السنوات من التثقف والمطالعة والبحث والمتابعة لمجريات أحداث الدنيا والمشاهدة لكثير من التحليلات العربية والأجنبية لوقائع الماضي والحاضر، أقولُ أنتي بتُّ أعترف وأؤمن بالمؤامرات الخفية والخطط السوداء والصفقات المشبوهة التي تُحاك في الظلام وفي النور أيضاً من أجل إحكام السيطرة على بلادنا وشعوبنا ومقدراتنا وطمس هويتنا وإلغاء وجودنا إن أمكن، تماماً مثلما حدث منذ قرون مع السكان الأصليين لأمريكا (الهنود الحمر) الذين تم القضاء عليهم وانتزاع القارة الأمريكية منهم نهائياً وبدون رجعة بالقوة المسلحة وبالخداع والحيلة. ولإن الاستعمار بمفهومه التقليدي ولَّى إلى غير رجعة، عمدَ الأعداءُ إلى خلق نوع جديد من الاستعمار، هو استعمار العقول عن طريق التلاعب بها وحشوها بالحقائق المزيفة والأفكار المضللة.

إن ما يحدث اليوم في فلسطين ليس إلا حلقة في مسلسل الاستعمار الصهيو.أمريكي، وهو استعمار متبجح يواجه العالم أجمع ضارباً بالمبادئ الإنسانية والقيمية والأعراف والقوانين الدولية عرض الحائط دون خجل أو تقدير. فعلوا ذلك بسهولة ويسر بعدما نجحوا في غسل عقول أجيال بأكملها شرقاً وغرباً، وتلاعبوا بهم فضللوهم وأقنعوهم بأن الشر خير والخير شر، ومن لم يقتنع منهم شيطنوهم وألصقوا بهم التهم حتى لم يعد لهم من مواجه أو مقاوم. وسياسة هؤلاء الأمريكان معروفة، وهي تقوم على مبدأ التخيير، إما أنك معي وفي صفي بغير شروط، وإما أنك ضدي بغير حقوق!!

وبناءً على ما سبق، أدعو الكبار والصغار إلى التوقف قليلاً والتفكير في حال العالم الآن، والنظر بعيون ثاقبة وقلوب مبصرة وعقول واعية لكل تفصيلة تحدث من حولنا، كما أدعوهم للوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا وألا يلتفتوا إلى محاولات التشكيك وبث الفرقة والشتات.

أرجوكم لا تسمحوا لأحد بأن يتلاعب بعقولكم ويملأها بالأكاذيب والأراجيف ويُبَغِّض إليكم وطنكم الذي لن تكون لكم قيمة ومكانة بدونه وبدون استقراره ونجاحه؛ خصوصاً في هذا الوقت العصيب الذي تمر به المنطقة والعالم بأسره. ثقوا بوطنكم في زمنٍ سقطتْ فيه كثير من الأقنعة واحذروا المتلاعبين بالعقول!.وللحديث بقية إن كان في العمر بقية.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق خالد جاد الله: استمرار وسام أبو علي لن يخدم ...
التالى مصطفى الفقي: بيان الرئاسة رسالة تشجيع وترامب يحاول لعب دور "صانع المعجزات"