دالي: من المعقول خفض الفائدة الفيدرالية مرتين ...

ماري دالي رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو

أكدت ماري دالي، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، اليوم الخميس، أن من المعقول توقّع خفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية عام 2025، مشيرة إلى أن تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب لا يبدو كبيرًا كما كان يُعتقد في السابق.

أسعار الفائدة الأمريكية

أوضحت دالي في كلمة ألقتها خلال قمة روكي ماونتن الاقتصادية في مدينة فيكتور بولاية أيداهو، أن معدل التضخم لا يزال أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%، لافتة إلى أن هناك بعض العمل الذي لا يزال مطلوبًا لخفضه، مشددة على أن إبقاء أسعار الفائدة مرتفعة لفترة طويلة قد يضر بسوق العمل دون داعٍ، وفقًا لرويترز.

وقالت: "لا أعتقد أننا بحاجة إلى تباطؤ حاد لبلوغ المرحلة الأخيرة من خفض التضخم.. لا أريد رؤية المزيد من الضعف في سوق العمل، ولهذا لا يمكننا الانتظار إلى الأبد لخفض أسعار الفائدة".

وأضافت أن الشركات بدأت تتكيف مع الرسوم الجمركية عبر تجنّبها بطرق مختلفة وعدم تمرير كامل تكاليفها إلى المستهلكين، مشيرة إلى أن مضاعفة متوسط الرسوم الجمركية في عهد ترامب لم تؤدِ حتى الآن إلى تأثير واسع على معدل التضخم العام.

وتابعت دالي: "لم نرَ أي دليل واضح على أن الرسوم تؤثر بشكل مباشر على التضخم"، مشيرة إلى أن البيانات الأخيرة تُظهر ارتفاع أسعار السلع، لكن ذلك يقابله انخفاض مشجّع في تضخم الخدمات غير المرتبطة بالإسكان.

توقعات أسعار الفائدة الفيدرالية

رداً على سؤال بشأن موقفها من خفض الفائدة في اجتماع يوليو المقبل، قالت دالي إنها تتوقع استئناف خفض الفائدة تدريجيًا مع تراجع التضخم، موضحة أن نقطة الاستقرار النهائية قد تكون عند 3% أو أعلى قليلاً.

وأضافت: "سواء حدث ذلك في يوليو أو سبتمبر أو أي شهر آخر، فهذا ليس الأهم.. ما يهم هو أننا سنبدأ خفض الفائدة، لأننا لا نريد تشديد السياسة النقدية إلى درجة تضر بسوق العمل أو النمو الاقتصادي.. هذا هو المسار الذي نسلكه".

آثار الرسوم الجمركية وسياسات ترامب

في السياق ذاته، أشار اثنان من بين تسعة عشر صانع سياسة في الاحتياطي الفيدرالي إلى إمكانية خفض الفائدة في يوليو، فيما فضّل آخرون التمهل حتى تتضح آثار الرسوم الجمركية وسياسات ترامب على التضخم وسوق العمل.

وفي حين تعكس الأسواق توقعات ضعيفة جدًا لخفض الفائدة في اجتماع 29-30 يوليو، فإن التقديرات تتركز على اجتماع 16-17 سبتمبر باعتباره الموعد المرجّح لاستئناف تيسير السياسة النقدية.

في المقابل، يواصل ترامب الضغط على رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مطالبًا بخفض فوري للفائدة، بل وطرح إمكانية استبداله قبل انتهاء ولايته في مايو المقبل، وقد رد باول مرارًا بأنه يعتزم استكمال فترة ولايته حتى نهايتها.

وعلّقت دالي على هذه النقطة دون التطرق مباشرة إلى تصريحات ترامب، مؤكدة أن جميع صانعي السياسات في الفيدرالي يتحمّلون مسؤولية متساوية عن قرارات السياسة النقدية، قائلة: "نحن نتحمل المسؤولية بشكل جماعي عند التصويت بشأن أسعار الفائدة".