أعلنت سوريا سحب قواتها من محافظة السويداء الجنوبية بعد أيام من الاشتباكات الدامية مع الأقلية العربية الدرزية، والتي دفعت إسرائيل إلى شنّ عملية عسكرية.
تتحدث بيكي أندرسون، مراسلة CNN، مع محلل سياسي درزي سوري وآخر إسرائيلي شغل منصب سفير إسرائيل السابق في البرازيل والإكوادور وبنما لمناقشة اختلاف وجهات النظر كلا الطرفين حول هذه المسألة.
في سؤال وجه لشادي أبو كرم، وهو محلل سياسي سوري درزي قال: "لا أستطيع أن أشرح مدى سوء شعورهم، ومدى فظاعة غضبهم الآن، بعد ما حدث، لأننا كنا نعتقد أن ما فعلناه خلال الخمسة عشر عامًا الماضية، كما تعلمون، بعدم المشاركة في هذه الحرب وفتح أبوابنا، كما تعلمون، وإيواء جميع القادمين من مختلف أنحاء سوريا، سيكون أمرًا... لا أريد أن أقول مُبررًا للبقاء خارج هذه الحرب، كما تعلمون، لكن ما حدث كان صادمًا لأننا لم ندعِ لهذه الحرب. لم نكن بحاجة إليها.. كنا ننادي طوال الوقت. بأننا بحاجة إلى أن نكون مثل الدولة، دولة واحدة محترمة مبنية على دستور واحد، تحترم الجميع في سوريا، لم يدع أي من زعماء الدروز أو الشخصيات العامة الدرزية أو الشخصيات السياسية، كما تعلمون، إلى الفيدرالية أو حتى مثل ما حدث مؤخرًا، كما تعلمون، بعد ما حدث في المنطقة الساحلية، بدأ البعض في دعوة المجتمع الدولي، كما تعلمون، لحماية الناس ليس فقط في السويداء، في سوريا، دعوني أكون واضحًا هنا."
بينما أجاب رضا منصور، السفير الإسرائيل السابق في البرازيل عن سؤال بخصوص التدخل الإسرائيلي لحماية المجتمع الدرزي وهل يعتقد أن هذا الأمر جعله كدرزي إسرائيلي يشعر بأمان أكثر أو أدى ذلك إلى إحداث المزيد من الفوضى؟ حيث رد بالقول: " أريدك أن تعلمي أن الصور التي رأيناها في الأيام الثلاثة الماضية هنا في إسرائيل، في المجتمع الدرزي وفي عامة الجمهور الإسرائيلي، هي صور لإبادة جماعية للدروز لا تقل عن ذلك.
نحن نشاهد مجموعات من الجهاديين، يصرخون بأنهم يريدون رد الدروز عن دينهم، يريدون إبادة الزنادقة، يحرقون الأماكن المقدسة، يقتحمون المستشفى المركزي في السويداء، يقتلون الأطباء والممرضات والمرضى في المستشفى، الجميع ذبحوا. وهذا هو نوع الصور التي نراها هنا من إسرائيل. وأريد أن أقول لكم إنه إذا كان هناك شيء حرك الضمير الإسرائيلي لحدوث هذا الهجوم.. فهو مشهد ذلك الشيخ الكبير، الشيخ الدرزي، الذي تم قص شاربه، وكان عمره 80 عاماً، وفي الذاكرة الصورية اليهودية الإسرائيلية هذا يتحول على الفور إلى ذكريات الهولوكوست.. أول شيء فعله النازيون هو قص لحى الحاخامات اليهود."
وتابع قائلا: "لذا، لم يكن رد الفعل الإسرائيلي، في جوهره، مرتبطًا بالاستراتيجية أو بالمصالح طويلة الأمد..بل كان عاطفيًا. كان يتمثل في رؤية الدروز في إسرائيل يتعذبون ويتألمون، ويعجزون عن معرفة ما يجب فعله. طالبنا الحكومة الإسرائيلية بالتدخل. وطلبوا من حكومة الشرع وقف هذه الهجمات فورًا، فلم تستجب، فصعّدت إسرائيل حتى فهم أنها لن تتوقف حتى يسحب قواته إلى مناطق أخرى من سوريا."
وعن رأي أبو كرم بما سمعه من وجهة نظر السفير الإسرائيلي والتدخل الإسرائيلي في سوريا رد قائلا: " أرفض رفضاً قاطعاً أي مبرر للتدخل الإسرائيلي. وقد أدنّا استخدام تل أبيب للسويداء ذريعةً لتوسيع عدوانها المستمر على مناطق أخرى في سورية. ما حدث هو أن إسرائيل قصفت بعض الدبابات والمركبات المدرعة بعد مرور ما يزيد عن 30 ساعة على توجه كافة القوافل إلى السويداء. فلو كانت القوات الإسرائيلية فعلاً مهتمة بحماية الدروز، لقامت بقصف هذه القوافل قبل وصولها إلى السويداء. لكن ما حصل هو قاعدة اشتباك فرضتها القوات الإسرائيلية بعد هروب بشار الأسد وكانت اتفاقا رسميا، لكن فرضت على أحمد الشرع أن يقول إنه لا يوجد آليات ثقيلة ولا دبابات ولا شيء، وهم الآن يصعدون لنزع السلاح من كل منطقة الجنوب. لذلك لم يكن الأمر في صالح الدروز. الإسرائيليون لا يحمون الدروز. إنهم يستغلون هذا الأمر. الإسرائيليون لم يقصفوا سوريا قبل يومين. بل كانوا يقصفون سوريا لسنوات وسنوات الآن، وهذا ما هو إلا استخدام آخر للنفوذ السياسي لما حدث الآن في سوريا."
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" cnnarabic "
