أخبار عاجلة

كيف تتعامل بذكاء مع بيئة العمل السامة؟

كيف تتعامل بذكاء مع بيئة العمل السامة؟
كيف تتعامل بذكاء مع بيئة العمل السامة؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في بعض الأحيان، لا تكون مشكلات العمل مجرد مهام مرهقة أو ضغط مواعيد، بل قد تكون أعمق من ذلك؛ عندما تتحول بيئة العمل نفسها إلى مصدر للضغط النفسي، ويغيب عنها الاحترام، وتطغى عليها السلبية والعدائية. هذه ليست مجرد بيئة صعبة، بل بيئة سامة تؤثر بعمق على صحتك النفسية والبدنية وتوضح البوابة نيوز كل المعلومات عن بيئة العمل السامة وفقا لـ healthline

ما الذي يجعل بيئة العمل سامة؟

بيئة العمل السامة ليست مجرد مكان غير مريح، بل مناخ دائم يفتقر إلى الأمان النفسي، يتسم بالعدوانية، التهميش، التنمر، والتمييز. وقد كشفت دراسات حديثة عن أبرز مظاهرها:
• نمط قيادة متسلط أو مهين.
• سلوكيات تهديدية أو تنمر متكرر.
• غياب الاحترام المتبادل وتفشي النميمة.
• عدم توفر فرص للنمو المهني.
• استغلال الموظفين والضغط عليهم دون مقابل.
• ثقافة مبنية على المنافسة الضارة والانقسامات الداخلية.
• بيئة لا تحتمل الخطأ وتعاقب المبادرات الشخصية.
• انخفاض الأجور وظروف عمل غير عادلة.

الأثر النفسي لبيئة العمل السامة

حين نقضي ثلث يومنا تقريبًا داخل بيئة مشحونة بالتوتر، يكون لذلك ثمن نفسي باهظ. فقد أظهرت أبحاث متعددة أن العمل في أجواء سامة يرفع من مستويات القلق، الإرهاق، الأرق، ويقود إلى الاكتئاب وفقدان الشغف.

بل إن التأثيرات لا تتوقف عند الفرد فقط، إذ تضعف هذه البيئة أداء المؤسسات أيضًا، إذ تؤدي إلى تراجع الإنتاجية، ارتفاع معدل الاستقالات، وتآكل ثقافة الابتكار.

وفي تقرير صادر عن “MIT Sloan Management Review”، تبين أن بيئة العمل السامة ترفع احتمالات الاستقالة بعشرة أضعاف مقارنة بانخفاض الأجور، وكانت المحرك الرئيسي للاستقالات الجماعية بعد جائحة كوفيد-19.

خطوات للتعامل مع بيئة عمل سامة

إذا وجدت نفسك محاصرًا في بيئة لا تُحتمل، إليك بعض الاستراتيجيات التي تساعدك على الصمود:
1. افصل بينك وبينها نفسيًا: لا تحمل مسؤولية السمية في المكان على عاتقك. ثق أن الخلل ليس فيك.
2. اخرج في استراحة الغداء: غيّر الأجواء، حتى لو لعشرين دقيقة في الهواء الطلق.
3. ارسم حدودًا واضحة: لا تتنازل عن حقك في الراحة أو في أوقاتك الشخصية.
4. تجنب المشاحنات: لا ترد على السلبية بمثلها. فالنقاشات السامة تؤذي أكثر مما تصلح.
5. ركز على أهدافك الشخصية: تذكّر أنك هنا بشكل مؤقت، واصنع خطتك للخروج.
6. مارس طقوس الاسترخاء: كالمشي، التأمل، أو الاتصال بأشخاص يبعثون فيك الطمأنينة.
7. ابحث عن حلفاء موثوقين: وجود شخص تثق به في نفس المكان يمكن أن يصنع فرقًا.
8. تمسك بقيمك رغم كل شيء: لا تسمح للبيئة أن تُغير من طيبتك أو مبادئك.
9. انخرط في أنشطة تخفف الضغط: من التأمل إلى الرياضة المنتظمة، اختر ما يناسبك.
10. ابدأ بخطة مغادرة مدروسة: إن لم يتغير شيء، فابحث عن بيئة تحترمك وتدعمك.
11. ابحث عن أماكن تقدر الصحة النفسية: نسبة الرضا أعلى في بيئات تعترف بأهمية الدعم النفسي، بحسب إحصاءات جمعية علم النفس الأمريكية لعام 2024.

هل من أمل في تحسين البيئة السامة؟

ليس دائمًا. إذا كانت السمية متأصلة في الإدارة العليا أو في ثقافة الشركة، فإن محاولات التغيير غالبًا ما تفشل. أما إذا كانت المشكلة محصورة في أفراد معينين، فالتوجه إلى مدير مباشر أو قسم الموارد البشرية قد يُحدث فارقًا. بعض الشركات توفر برامج دعم نفسي (EAP) يمكن الاستفادة منها.

وإذا اضطررت للبقاء مؤقتًا، احمِ نفسك بخلق مساحة آمنة نفسية داخل الروتين اليومي، وركّز على مشروعك التالي خارج هذه البيئة.

متى ينبغي أن ترحل؟

هذا السؤال لا يملك إجابة واحدة، لكن يمكن الاسترشاد بهذه النقاط:
• هل تؤثر الوظيفة على نومك وصحتك النفسية؟
• هل المشكلة مرتبطة بعدد محدود من الأشخاص أم ثقافة الشركة بأكملها؟
• هل القيادة نفسها تتبنى سلوكيات سامة؟
• هل تتعرض لتحرش أو انتهاك لكرامتك؟ إذا كانت الإجابة نعم، فالرحيل واجب.

دَوِّن إيجابيات وسلبيات بقائك، وانظر أي كفة ترجح.

الخلاصة:

العمل ضمن بيئة سامة يشبه التنفس في هواء ملوث… قد لا تشعر بالأثر فورًا، لكنه يتراكم حتى يُنهكك. وكما أن الصحة الجسدية لا تُفرَّط بها، فإن صحتك النفسية ليست أقل أهمية. إن شعرت أن بيئتك المهنية تسلبك راحة بالك واحترامك لذاتك، فربما حان وقت الرحيل. ابحث عن مكان يُنصت لك، لا يكتم صوتك. مكان لا يستهلكك، بل يُنمّيك.

وتذكّر دائمًا: أنت تستحق بيئة تُثمّن قيمتك، لا بيئة تُشكك فيها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تعديلات قانون الإيجار القديم ما هو مصير عقود الـ 59 سنة
التالى الدكتور جمال شعبان يصدر تنبيه هام ويحذر من 4 أشياء في طقس درجات الحرارة المرتفعة