ياسين شاب مهووس بداء الشهرة، وبلغة أيامنا يريد أن "يركب الترند" بأي ١صورة، شكل أو طريق. هذا الشاب الباحث عن الانبهار، بلا عقل ولا سقف، قام بدوره الفنان حسن يوسف في فيلم المغامرة الكبرى بطولة فريد شوقي ونجوى فؤاد، إنتاج عام 1964، وإخراج محمود فريد.
لم يكتفِ ياسين بانتحال أعمال المشهورين ونسبها لنفسه، بل لصق اسمه على مسرحية هاملت لشكسبير وادّعى أنها من تأليفه هو! يا للهول. هذه السرقة وذلك الانتحال لم يشبعا ذاته المريضة الباحثة عن الأضواء، لينير بها الكهوف المظلمة في أعماق نفسه العليلة.
بلغ به الهوس أن يعترف بجريمة قتل حتى تكتب عنه الصحف، وكاد أن يصل إلى حبل الإعدام. هكذا فعلت تلك المذيعة التي أرادت أن تحصد مجدًا فنيًا بالإكراه، فانتحلت لا لوحة ولا اثنتين، بل أربع لوحات لفنانين عالميين!
في الفيلم، كان الشاب ياسين يلصق اسمه بسذاجة على أعمال شكسبير، فيخدع بعض السذّج ليصبح "أديبًا بالإكراه".
لكن، كيف ظنت هذه المذيعة أنها ستصبح فنانة بالإكراه؟ وأنها يمكن أن تخدع ملايين المشاهدين بنفس سذاجة الفيلم القديم؟
هذه السرقة المتجددة متغلغلة في مجتمعات تقوم على الإكراه في كل شيء:
* الإرهابي يُجبرك على الإيمان بالسيف والرصاص والقنابل.
* ورجل الدين يُخيفك بالترهيب ويُغريك بالترغيب.
* والمسؤول يُكره الطلاب على أن الدين أهم شيء في الحياة،
فيطالبهم بالنجاح فيه بنسبة 70٪ في الثانوية العامة!
تخيّل يا مؤمن: أهم شيء في الحياة عليك أن تذاكره، وتعمل له ملخصًا، ونماذج إجابة، وتأخذ فيه دروسًا خصوصية!
أهم شيء في الحياة تخاف أن ترسب فيه أو تنقص درجاتك.
بل إن هذا "الأهم" لا يوجد له حتى مدرسون متخصصون في الدين المسيحي.
وهكذا، لا بد أن تُكره عليه… لا أن تحبه من قرارة نفسك، ومن عمق ضميرك، ومن إخلاص أفعالك.
رغم أن الله خلقنا بحرية إرادة، وسيحاسبنا على اختياراتنا. لم يُكرهنا أبدًا، وهنا نسأل سيادة المسؤول هل تضع هذه الآيات في منهج الدين الاسلامي لطلبة الثانوية العامة
"أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين؟" و" لا إكراه في الدين "
لكن لا، لازم كمان نكون ناجحين في "الإيمان" بـ 70٪!
لقد أعدمت تلك المذيعة نفسها معنويًا، وبدلًا من أن تصير فنانة لامعة بسرقة مجهود الآخرين،
صارت في خزي كبير و"جرسة" تخطت الآفاق.
وبنفس الطريقة، يصبح "المؤمن بالإكراه" منافقًا وأفاقًا، حتى لو حصل على أعلى الدرجات.
فلا أديب بالإكراه،
ولا فنان بالإكراه،
ولا متديّن بالإكراه.
"فالله حرية'.
أفيه قبل الوداع:
"بالحب، بالحب، بالحب!"
(نبطشي فيلم الفرح – ماجد الكدواني).