سفر إلي الفضاء فى المستقبل مابين القمر وكوكب زحل
كوكب زحل إنسيلادوس
تضع وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) نصب عينيها هدفًا استراتيجيًا طموحًا يتمثل في إرسال مركبة فضائية إلى إنسيلادوس، أحد أكثر أقمار زحل غموضًا وإثارة، ضمن برنامجها المستقبلي Voyage 2050، وذلك للإجابة على أسئلة جوهرية حول إمكانية وجود حياة خارج كوكب الأرض.
إنسيلادوس.. القمر الذي قد يخفي حياة
برز إنسيلادوس كأحد أهم الأهداف الفلكية بعد اكتشاف مركبة كاسيني التابعة لناسا لانبعاثات بخار الماء من منطقة القطب الجنوبي عام 2005. هذا الاكتشاف كشف نشاط جيولوجي مدهش ووجود محيط مائي سائل تحت سطح القمر، مما عزز الاعتقاد بأنه قد يحتوي على بيئة صالحة للحياة الميكروبية.
بعثة استكشافية مزدوجة
حسب ما أُعلن في الاجتماع المشترك لمؤتمر علوم الكواكب الأوروبي (EPSC) وجمعية علوم الكواكب (DPS) في هلسنكي مطلع سبتمبر، فإن الخطة الأولية للبعثة تشمل إرسال مركبة مدارية ومركبة هبوط:
المركبة المدارية ستعمل على جمع عينات من الانبعاثات البخارية المتصاعدة من "الأحزمة القطبية" في القطب الجنوبي.
المركبة الهابطة ستدرس سطح إنسيلادوس عن قرب، ما قد يوفر بيانات مباشرة عن طبيعة القشرة الجليدية والمحيط الداخلي.
خطة إطلاق طويلة الأمد
تتضمن الخطة المبدئية إطلاق المركبتين على متن أحدث إصدارات صاروخ أريان 6. وستدخل المركبتان أولًا في مدار حول الأرض لاستكمال التجارب والتحقق من أنظمة الملاحة. وبعد ذلك، سيتم استكمال تفاصيل البعثة النهائية عقب موافقة وزراء الدول الأعضاء في وكالة الفضاء الأوروبية خلال اجتماعهم المرتقب في بريمن بألمانيا في نوفمبر.
ومن المنتظر أن يتم اعتماد المشروع رسميًا عام 2034، على أن تُطلق البعثة في 2042، لتصل المركبة إلى نظام زحل بحلول عام 2053. وهناك ستبدأ مرحلة استكشاف إنسيلادوس وأقمار أخرى في المجموعة، قبل التحضير لأول هبوط تاريخي على سطحه في 2058.
أهداف علمية ثورية
تطمح وكالة الفضاء الأوروبية من خلال هذه البعثة إلى:
فهم نشاط إنسيلادوس الجيولوجي.
البحث عن مؤشرات كيميائية حيوية تدل على وجود حياة.
تطوير تقنيات متقدمة للهبوط في بيئات قاسية بعيدة.
دعم التعاون الدولي في مجال استكشاف الفضاء السحيق.
نافذة على المستقبل
إذا نجحت البعثة، فستكون بمثابة قفزة عملاقة في فهمنا لمدى انتشار الحياة في الكون، وقد تغير نظرتنا لمكانة الأرض بين عوالم المجموعة الشمسية. إن إنسيلادوس، بجليده الأبيض وانبعاثاته المائية، قد يحمل أسرار الحياة في أعماق محيطاته، وهو ما يجعل هذه المهمة من أكثر المشروعات الفضائية ترقبًا في العقود المقبلة