يُعد مشروع مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة من أضخم مشروعات النقل الجماعي الحديثة في مصر، وهو حاليًا في مرحلة التشغيل التجريبي بدون ركاب، على أن يبدأ التشغيل الفعلي للجمهور بنهاية العام الجاري.
يربط المشروع بين مدينة نصر (القاهرة) والعاصمة الإدارية الجديدة، في خطوة تهدف إلى تسهيل الحركة وتقليل الاعتماد على السيارات الخاصة، بما يواكب خطط الدولة نحو النقل الذكي والمستدام.
فيما يلي، نستعرض أهم ملامح المشروع ومميزاته، والأثر المتوقع له على البنية التحتية في مصر:

أولاً: المسار الجغرافي للمونوريل
خط مونوريل شرق النيل (العاصمة الإدارية) يمتد من محطة الاستاد بمدينة نصر حتى محطة مدينة العدالة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
يبلغ طول الخط 56.5 كم ويضم 22 محطة، تمر بمناطق حيوية وسكنية جديدة، ما يساهم في ربط القاهرة الكبرى بالمدن العمرانية الجديدة شرقاً، مثل القاهرة الجديدة والعاصمة الإدارية.
ثانيًا: الربط مع وسائل النقل الأخرى
يتقاطع مع الخط الثالث لمترو الأنفاق في محطة الاستاد بمدينة نصر.
يتكامل مع القطار الكهربائي الخفيف (LRT) في محطة مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية، ما يسهل التنقل بين وسائل المواصلات العامة المختلفة بسلاسة.
ثالثًا: الأهداف الاستراتيجية للمشروع
تخفيف الازدحام المروري في القاهرة الكبرى.
تسهيل انتقال الموظفين والوافدين للعاصمة الإدارية الجديدة، خاصةً مع نقل مقار الوزارات والهيئات الحكومية إليها.

دعم خطة الدولة في التحول إلى النقل الذكي الصديق للبيئة.
تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات الضارة الناتجة عن الاعتماد على السيارات الخاصة.
رابعًا: أبرز خصائص المونوريل التقنية
يعمل بالكهرباء بالكامل، ما يجعله وسيلة صديقة للبيئة.
يتميز بـ السرعة العالية والكفاءة، كما أنه يعمل بدون سائق، ما يعكس مستوى الأتمتة والتكنولوجيا المستخدمة فيه.
يضم 4 عربات للقطار الواحد، مع إمكانية زيادتها إلى 8 عربات مستقبلًا لتلبية الطلب المتوقع مع ازدياد الكثافة السكانية.

خامسًا: عناصر الأمان والراحة
لأول مرة في مصر، سيتم تركيب أبواب زجاجية أوتوماتيكية (Screen Doors) على الأرصفة لضمان سلامة الركاب.
ممرات آمنة بين العربات تتيح سهولة التنقل داخل القطار.
مزود بـ كاميرات مراقبة داخل الكابينة لمتابعة الحالة الأمنية بشكل مركزي.
العربات تحتوي على شاشات LED لعرض معلومات الرحلة أو الإعلانات التجارية.
شاشات أعلى الأبواب توضح اسم المحطة النهائية للركاب قبل الصعود.
خرائط ضوئية أعلى الأبواب توضح المسار الكامل، لمساعدة الركاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.
أماكن مخصصة للكراسي المتحركة مزودة بوسائل تثبيت لذوي القدرات الخاصة.
سادسًا: التحالف المنفذ للمشروع
يتم تنفيذ المونوريل من خلال تحالف يضم كبرى الشركات المحلية والدولية:
شركة ألستوم الفرنسية (متخصصة في تكنولوجيا القطارات).
شركة أوراسكوم للإنشاءات.
المقاولون العرب، إحدى أعرق شركات المقاولات المصرية.
سابعًا: الأثر المستقبلي المتوقع
يمثل مونوريل العاصمة الإدارية الجديدة نقلة نوعية في مفهوم النقل الحضري بمصر، حيث يُتوقع أن:
يعيد تشكيل ثقافة التنقل داخل القاهرة الكبرى.
يقلل من الاعتماد على السيارات الخاصة، ما ينعكس إيجابًا على البيئة وتقليل الازدحام.
يرفع جودة حياة المواطنين ويعزز من فرص الاستثمار والتنمية في المدن الجديدة.