في مثل هذا اليوم الثامن والعشرين من سبتمبر عام 1970، رحل عن عالمنا الزعيم جمال عبد الناصر، أحد أبرز القادة في تاريخ مصر الحديث، وركيزة أساسية في حركة التحرر العربي والأفريقي من الاستعمار، وصاحب مشروع وطني طموح ما زالت بصماته حاضرة في وجدان الشعوب حتى اليوم.
أبرز القادة في تاريخ مصر الحديث
ولد عبد الناصر في 15 يناير 1918، وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، وانخرط في العمل الوطني مبكرًا، فكان أحد الضباط الأحرار الذين قادوا ثورة 23 يوليو 1952، التي أنهت حكم الملكية في مصر وفتحت الباب لعهد جديد قوامه الاستقلال والسيادة والعدالة الاجتماعية.
أهم الانجازات
من أبرز إنجازاته كانت تأميم قناة السويس عام 1956، وهو القرار الذي واجه تحديًا كبيرًا من قوى الاستعمار الثلاث: بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، في ما عرف بالعدوان الثلاثي، إلا أن إرادة المصريين وصمودهم دعمًا لزعيمهم انتصرت، واستعادت مصر القناة وكرامتها الوطنية.
في الداخل، أطلق عبد الناصر مشروعًا طموحًا للتنمية الصناعية والزراعية، وأسس عددًا كبيرًا من المصانع الكبرى، ودعم مجانية التعليم، وأطلق مشروعات إسكان للفقراء، كما أسس هيئة القطاع العام، وطبق قوانين الإصلاح الزراعي، التي قلصت من سيطرة الإقطاع ووزّعت الأراضي على الفلاحين.
أما خارجيًا، فقد كان عبد الناصر قائدًا لحركة عدم الانحياز، وصوتا قويًا في الدفاع عن القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وساهم في دعم حركات التحرر في الجزائر واليمن وأفريقيا، مما أكسبه مكانة فريدة في قلوب الشعوب الطامحة للحرية.
ورغم نكسة يونيو 1967، لم يتنح عبد الناصر عن موقعه، بل تحمّل المسؤولية وبدأ في إعادة بناء الجيش فيما عرف بحرب الاستنزاف، التي مهدت لانتصار أكتوبر بعد وفاته بثلاث سنوات.
جمال عبد الناصر لم يكن مجرد رئيس، بل كان رمزًا لحلم عربي كبير، حلم بالوحدة والعدالة والكرامة وبرحيله فقدت الأمة قائدًا استثنائيًا، ما زال التاريخ يذكره بكل فخر، وتظل ذكراه حيّة في قلوب الأجيال.