نظم ملتقى الهناجر الثقافي، بدار الأوبرا، الذى ينطلق تحت إشراف قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، لقاءه هذا الشعر، تحت عنوان "الأغنية الوطنية ودورها في الأحداث السياسية" ، بمركز الهناجر للفنون برئاسة الفنان شادي سرور، وأدارت الملتقى وأعدت له الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى.
تحدث في اللقاء كل من: د.هدى زكريا، د.أشرف عبدالرحمن، الكاتبة الصحفية سمية عبدالمنعم، الفنان حسين نوح، الناقد الفني هيثم أبوزيد.

* دور مصر الرائد سياسيا وفنيا
بداية استهلت د.ناهد اللقاء مؤكدة على دور مصر الرائد في المنطقة منذ قديم الأزل سياسيا وفنيا وأدبيا، فهي ستظل مركزا للقوى الناعمة، مشيرة إلى أن الأغنية الوطنية أرخت لكل أحداث مصر المحورية، وأن المبدع المصرى كان لحظة بلحظة مع الحدث، فالأغنية الوطنية رسالة سلام، تعلم الأجيال أن الوطن هو الملاذ الأول والأخير ومن أجله يهون كل غال ونفيس.

* الأغنية الوطنية والضمير الجمعي للمصريين
بينما أكدت الأستاذة الدكتورة هدى زكريا أستاذة علم الاجتماع السياسي والعسكري بجامعة الزقازيق، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مثل الضمير الجمعى للمصريين، مشيرة إلى أن الأغنية الوطنية رصدت قيم المجتمع وقوة الضمير الجمعي والحوار الدائم بين الوطن والمواطن، وأن الجندى المصرى هو الوحيد الذى يلقي بنفسه فى الخطر ليفدى وطنه، والجيش المصري هو الجيش الوحيد فى العالم الذى لم ينقلب على شعبه مهما كانت الظروف.

* مدد مدد.. شدي حيلك يا بلد
فيما أكد الفنان حسين نوح الكاتب والناقد الموسيقي، قيمة طرح فكرة اللقاء للمناقشة، مما يدل على الوعى الكبير بقيمة الأغنية الوطنية وتأثيرها على الشعب، منتقلا للحديث عن كواليس أغنية "مدد مدد شدى حيلك يا بلد"، مستعرضا عددا من المواقف الفنية فى مسيرة أبيه الفنان محمد نوح، مؤكدا أن الأغنية الوطنية من أهم عناصر تشكيل الوجدان لدى الشعوب، مشيرا إلى أهمية اكتشاف المواهب وتقديمها للجمهور ودعمها، وهو ما يقوم به المخرج خالد جلال بمركز الإبداع الفني، مختتما بإلقاء بعض الأبيات من أحدث أشعاره.

- دور العندليب في الأغنية الوطنية
أما عن دور عبد الحليم حافظ فى إثراء الأغنية الوطنية، فقد دار حديث الناقدة سمية عبد المنعم الكاتبة الصحفية بجريدة الوفد، قائلة إن كتابها "حليم.. أسرار وحكايات مع حكام العرب"، رصد في أحد فصوله دور حليم المحوري فى إثراء الأغنية الوطنية المصرية والعربية، فقد استطاع حليم أن يقدم لونا مختلفا للأغنية الوطنية، مازجا بين الأغنية الحماسية والعاطفية، وكون فريقا مميزا من ملحنين وكتاب كلمة، استطاع هذا الفريق أن يلهب حماس الشعب فى الفترة من بعد ثورة يوليو ٥٢ وحتى بعد نصر أكتوبر ٧٣، مشيرة إلى أن عبد الحليم قدم ٦٧ أغنية وطنية، منها 51 عن جمال والثورة، فغنى 12 أغنية لشخص ناصر، ذكر فيها اسمه صراحة أو تلميحًا، تعاون فيها مع معظم ملحني مصر، لحن له كمال الطويل 23 أغنية، الموجي 9، بليغ 7، عبدالوهاب 6، و6 أغانٍ مع ملحنين مختلفين.
فقد استطاع عبدالحليم حافظ أن يقدم خليطًا فريدًا وناجحًا في الأغنية الوطنية، فها هو يقدم الأغنية ملتهبة الحماس مثل "خلّي السلاح صاحي" و"أحلف بسماها"، والأغنية التي تمزج بين الوطنية والعاطفية مثل "صورة" و"عدّى النهار"، وكذلك الأغنية التأريخية مثل "حكاية شعب" والتي روى فيها معاناة مصر في ذلك الوقت أمام الاستعمار الأجنبي والعدوان الثلاثي وبناء السد العالي.
وتحدثت عن إشكالية تلقيبه بمطرب الثورة أو ابن الثورة والسبب في ذلك اللقب، وعن طبيعة علاقته بجمال عبدالناصر، واستعرضت عددا من أغانيه الوطنية، منها أغانيه فى فترة النكسة وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر، كذلك أغانيه للقضية الفلسطينية ولثورات عدد من الدول العربية فى ذلك الوقت.

* سيد درويش.. الثائر الأعظم
كما تحدث ️الأستاذ الدكتور أشرف عبد الرحمن أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، عن دور سيد درويش وأغانيه الوطنية في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، مؤكدا أن الأغنية الوطنية فى ذلك الوقت كانت مصدر إزعاج كبير للاحتلال، فقد استطاع سيد درويش إشعال ثورة فى الأغنية الوطنية، التي التف حولها الشعب المصري وترديدها في الشوارع بشكل مغاير لا يفهمه سوى المصريين، وذكر عددا من أغانيه الوطنية التى فجرت مشاعر الشعب، مؤكدا أن سيد درويش فجر ثورة غنائية بجانب ثورة ١٩، ونقل الأغنية فى بساطة وجمال وإبداع للشعب، وجعل للأغانى المصرية لونا وكيانا وهوية موسيقية عربية، ونجح سيد درويش فى عمل طفرة ونهضة غنائية جعلته بحق يستحق لقب "فنان الشعب"، لأنه لم يترك فئة من فئات الشعب الا وغنى لها.

* أم كلثوم تلهب حماس الشعب
وأشار الكاتب والناقد الفني الأستاذ هيثم أبو زيد، إلى أغانى صالح عبد الحي وسيد درويش وغيرهم، منتقلا للحديث عن دور أم كلثوم فى الأغنية الوطنية، موضحا أنها كانت تبذل جهدا كبيرا فى اختيار الكلمات، واستعرض عددا من أغانيها الوطنية التى تعمل على شحذ الهمم، مثل: الجلاء للشاعر أحمد شوقي، مصر تتحدث عن نفسها... وكيف ألهبت أم كلثوم حماس الجمهور حين تتغنى بها، خاصة فى حفل حضره ضباط القوات المسلحة الذين رددوا معها بصوت مسموع بيت الشعر "وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" فى أغنية سلوا قلبى.

*فرقة كنوز تمتع الجمهور
وتخللت كلمات المتحدثين فقرات فنية قدمتها فرقة كنوز بقيادة الفنان "محمود درويش"، وقدموا مجموعة من أشهر الأغاني الوطنية، منها : "أنا المصري، لفى البلاد يا صبية، الأرض بتتكلم عربي، عاش اللى قال، عظيمة يا مصر، بلدى يا بلدي، بالأحضان، صورة".
بينما شهد الملتقى مداخلات من السادة الحضور، كانت من كل من: الكاتب الصحفي شريف عارف، الشاعر الدكتور محمد رضوان هلال، الدكتورة أمانى وهبة، الكاتبة اللبنانية ابتسام تامرجي، الإعلامية أمل عبد اللطيف، الدكتور مسعد عويس.



















