سجلت أسعار النفط ارتفاعًا خلال تعاملات اليوم الجمعة، متجهة لتحقيق أكبر مكاسب أسبوعية في نحو ثلاثة أشهر، مع اقتراب روسيا من تقليص صادرات الوقود وخفض إنتاج الخام نتيجة الهجمات الأوكرانية المتواصلة على بنيتها التحتية للطاقة.
وبحلول الساعة 09:00 بتوقيت السعودية، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.2% لتسجل 69.55 دولار للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط 0.3% إلى 65.20 دولار. وقفز الخامان القياسيان بأكثر من 4% هذا الأسبوع، في أكبر صعود أسبوعي منذ منتصف يونيو الماضي.
وأوضح المحلل لدى “آي.جي” توني سيكامور أن المكاسب جاءت مدفوعة بتصاعد الهجمات الأوكرانية ضد المنشآت النفطية الروسية، إلى جانب تحذيرات حلف شمال الأطلسي لموسكو من الرد على أي انتهاكات مستقبلية لمجاله الجوي، فضلًا عن إعلان روسيا اعتزامها وقف صادرات رئيسية من الوقود.
وكان نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قد صرح، أمس الخميس، بأن بلاده ستفرض حظرًا جزئيًا على صادرات الديزل حتى نهاية العام، مع تمديد الحظر المفروض على صادرات البنزين، وهو ما يزيد الضغوط على قدرة روسيا التكريرية ويدفعها نحو تقليص إنتاج الخام، بينما تعاني بعض مناطقها بالفعل من نقص في الوقود.
من جانبه، أشار المحلل في بنك “إيه.إن.زد” دانيال هاينز إلى أن تحذيرات الناتو أسهمت في رفع حدة التوترات المرتبطة بالحرب الروسية – الأوكرانية، وزادت من احتمالات فرض عقوبات إضافية على قطاع النفط الروسي.
وكان الخامان قد لامسا هذا الأسبوع أعلى مستوى لهما منذ مطلع أغسطس، مدعومَين بانخفاض مفاجئ في المخزونات الأمريكية وتواصل الضربات الأوكرانية على المصافي الروسية.
لكن المكاسب حدّت منها بيانات أمريكية قوية؛ إذ أظهرت تقديرات وزارة التجارة نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 3.8% خلال الربع السابق، ما قد يدفع الاحتياطي الفيدرالي للتروي في وتيرة خفض الفائدة، بعدما خفضها الأسبوع الماضي بمقدار 25 نقطة أساس لأول مرة منذ ديسمبر، مع التلميح إلى تخفيضات إضافية لاحقًا.
كما تعرضت الأسعار لضغوط إضافية عقب إعلان إقليم كردستان العراق عزمه استئناف صادرات النفط خلال 48 ساعة، وهو ما قد يعيد إلى الأسواق ما يصل إلى 500 ألف برميل يوميًا. ومع ذلك، يرى محللون أن التوترات الجيوسياسية لا تزال تعوض جزءًا كبيرًا من هذه الضغوط.