في إطار تعزيز التعاون بين جامعة حلوان والمؤسسات الوطنية، استقبل الدكتور السيد قنديل، رئيس الجامعة، وفدًا رفيع المستوى ضم اللواء أركان حرب مصطفى عودة، رئيس أركان قوات الدفاع الشعبي والعسكري، والعميد أركان حرب أحمد مهدي، مساعد قائد القوات، والدكتورة غادة عامر، عميد كلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، ونيافة الأنبا ميخائيل أسقف حلوان والمعصرة، والدكتور أيمن ممثل وزارة الأوقاف، وذلك خلال فعاليات الندوة التثقيفية الثامنة والثمانين التي تنظمها القوات المسلحة ممثلة فى قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالتعاون مع قطاع التعليم والطلاب وإدارة التربية العسكرية بالجامعة.
وشهدت الندوة حضور نخبة من قيادات الجامعة، من بينهم الدكتور عماد أبو الدهب والدكتور وليد السروجي نواب رئيس الجامعة، والدكتور أشرف رضا مستشار الثقافة والفنون، والدكتور أحمد عليق مستشار الأنشطة الطلابية، واللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، وهشام رفعت أمين الجامعة المساعد لشئون التعليم والطلاب، والدكتور أحمد فاروق المدير التنفيذي لنادي جامعة حلوان، وفريدة هاشم أمين الجامعة لشئون الدراسات العليا، والعقيد عماد حمدي مدير إدارة التربية العسكرية، والدكتورة نشوة علي مصطفى مدير عام رعاية الطلاب.
وفي كلمته، أكد الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، أن مصر كانت وما زالت رمزًا للسلام، مشددًا على أن وحدة الشعب المصري تمثل قوة لا يُستهان بها، وهو ما أدركه أعداء الوطن عبر التاريخ.
واستعرض رئيس جامعة حلوان محطات من التاريخ المصري، بدءًا من الاحتلالات المتعاقبة، مرورًا بزرع الكيان الإسرائيلي في قلب الوطن العربي، وصولًا إلى تكوين جيش وطني قوي قادر على حماية الأرض والعرض، مستحضرًا ذكرى انتصار أكتوبر المجيد عام 1973، الذي جسد إرادة المصريين في مواجهة التحديات والانتصار على اليأس والذل.
كما دعا رئيس جامعة حلوان، إلى تفعيل دور الكليات الإنسانية في توثيق التاريخ المصري بلغات متعددة، بهدف نشره في المكتبات العالمية ومواجهة محاولات طمس الهوية الوطنية، مؤكدًا أن كتابة التاريخ مسؤولية قومية يجب أن يتكاتف الجميع لتحقيقها.
وأضاف رئيس جامعة حلوان، أن أجدادنا نقشوا تاريخهم على الحجر ليبقى، وأن الحفاظ على هذا التاريخ يتطلب الاستمرار في روايته للأجيال القادمة.
وفي ختام كلمته، وجه رئيس جامعة حلوان، رسالة طمأنة للشباب، داعيًا إياهم إلى عدم الخوف، بل إلى الوعي بما يدور حولهم، والاعتزاز بتاريخهم الوطني، والاحتفال الدائم بيوم السادس من أكتوبر، الذي يمثل أحد أعظم أيام العزة والكرامة في تاريخ مصر.
ونقل اللواء أركان حرب مصطفى محمد عودة، رئيس أركان قوات الدفاع الشعبي والعسكري، تحيات الفريق عبدالمجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وأكد خلال كلمته في فعاليات الندوة، أن بناء الإنسان المصري الواعي هو الركيزة الأساسية لحماية الوطن ومواجهة التحديات الراهنة.
وأشار اللواء مصطفى عودة، إلى أن هذه الندوات تأتي في إطار استراتيجية القوات المسلحة لتعزيز الوعي الوطني لدى الشباب، وتحصينهم ضد محاولات التشكيك والتضليل التي تستهدف استقرار الدولة وهويتها.
وأضاف أن مصر تواجه اليوم حروبًا من نوع جديد، تستهدف العقول قبل الأجساد، وتستخدم أدوات ناعمة مثل الإعلام والتكنولوجيا لزعزعة الثقة والانتماء.
وشدد رئيس أركان قوات الدفاع الشعبي والعسكري، على أن شباب مصر هم الحصن المنيع في مواجهة هذه التحديات، وأنهم قادرون على حمل راية الوطن، كما حملها آباؤهم في ميادين القتال والعمل.
ودعا الطلاب إلى التمسك بالوعي والانتماء، والحرص على استقاء المعلومات من مصادرها الصحيحة، وعدم الانسياق وراء الشائعات أو الحملات الممنهجة التي تهدف إلى النيل من عزيمتهم.
واختتم اللواء عودة كلمته بتوجيه التحية لجامعة حلوان على تنظيم هذه الفعالية الوطنية، مؤكدًا أن التعاون بين المؤسسات التعليمية والعسكرية هو نموذج يُحتذى به في بناء الإنسان المصري القادر على مواجهة المستقبل بثقة وإرادة.
استعرض اللواء الدكتور المهندس أسامة الدسوقي، مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، أبرز إنجازات الهيئة في دعم مسيرة التنمية الشاملة للدولة المصرية.
وأوضح الدسوقي، أن الهيئة الهندسية قامت بدراسة متكاملة لاحتياجات الدولة على مدار 50 عامًا، وضعت على أساسها خطة استراتيجية لتنفيذ مشروعات تنموية ضخمة في مختلف القطاعات، وقد أسهمت هذه المشروعات في مضاعفة حجم العمالة، وتحقيق طفرة في البنية التحتية، من خلال إنشاء وتطوير الطرق والكباري والأنفاق، إلى جانب مشروعات الإسكان والتوسع العمراني.
كما شملت الإنجازات دعم التنمية الصناعية، وتعزيز السياحة والحفاظ على الآثار، بالإضافة إلى تطوير التخطيط العمراني وإنشاء المدن الجديدة، وتحسين مستوى الرعاية الصحية، وإدارة موارد المياه بكفاءة، وتطهير وتطوير البحيرات بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
وأكد اللواء الدسوقي، أن هذه المشروعات تمثل نموذجًا للتكامل بين مؤسسات الدولة، وتسهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، في إطار رؤية وطنية طموحة تستند إلى العمل الجاد والتخطيط العلمي.
وألقت الدكتورة غادة عامر، العميد السابق لكلية الهندسة بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، محاضرة ثرية تناولت فيها دور التكنولوجيا في الحروب الحديثة، مع التركيز على أدوات الصراع وحروب الجيل الرابع، استعرضت عامر خلال كلمتها ملامح حرب أكتوبر المجيدة بوصفها معجزة صامدة في وجه الاحتلال، مشيرة إلى التحول في طبيعة الحروب بعد عام 1973، حيث بدأت دولة الاحتلال في تبني الحروب اللامتماثلة، التي لا تعتمد على المواجهة العسكرية المباشرة، بل تستهدف المجتمعات عبر وسائل متعددة.
وتطرقت إلى قضية فتح المعبر المصري، مؤكدة أهمية التوعية بموقف الدولة المصرية الرافض لتهجير الفلسطينيين عبر معبر رفح، حفاظًا على القضية الفلسطينية من محاولات تصفيتها.
كما تناولت أساليب الاختراق التي تمارسها إسرائيل، سواء عبر التكنولوجيا أو الإعلام، لضرب الهوية والانتماء، ونشر التطرف والإرهاب والشذوذ والإلحاد.
وحذرت من خطورة الحروب اللامتماثلة التي تشمل الجوانب العسكرية والاجتماعية والاقتصادية، مشيرة إلى أن هذه الحروب تستهدف كسر الروح المعنوية للمجتمع من خلال التضليل الإعلامي والدعاية النفسية، واستخدام أدوات الاتصال الحديثة لاختراق الأجهزة الشخصية، خاصة الهواتف المحمولة،
واختتمت محاضرتها برسالة تحذيرية، دعت فيها الشباب إلى اليقظة والوعي، مؤكدة أن العدو يسعى إلى إسقاط المجتمعات من الداخل، عبر أدوات ناعمة وخبيثة تتطلب مواجهة فكرية ومجتمعية واعية.
أكد العقيد عماد حمدي، مدير إدارة التربية العسكرية بجامعة حلوان، خلال كلمته في فعاليات الندوة التثقيفية الثامنة والثمانين، أن التربية العسكرية تمثل أحد الأعمدة الأساسية في بناء شخصية الطالب الجامعي، من خلال ترسيخ قيم الانتماء والانضباط والوعي الوطني، بما يعزز من قدرته على مواجهة التحديات المعاصرة.
وأشار العقيد حمدي، إلى أن إدارة التربية العسكرية تسعى إلى دمج المفاهيم الوطنية في البيئة التعليمية، عبر تنظيم ندوات تثقيفية وفعاليات توعوية بالتعاون مع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها القوات المسلحة، بهدف تحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة، وتعزيز قدرتهم على التمييز بين الحقائق والشائعات.
وأضاف أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود بين كافة الجهات التعليمية والأمنية والثقافية، من أجل إعداد جيل واعٍ ومثقف، قادر على الدفاع عن وطنه ليس فقط بالسلاح، بل أيضًا بالفكر والعلم والعمل.
وأشاد العقيد حمدي بدور جامعة حلوان في دعم هذه الرؤية، من خلال احتضانها للفعاليات الوطنية التي تعزز من روح الانتماء لدى الطلاب
وعقب ذلك تم عرض فقرة الشعر، ثم مسرحية شمس الشهيد، وكان عرضًا استثنائيًا هذا العام شاركت فيه ابنة الشهيد البطل العقيد محمد صلاح الدين رياض للمرة الأولى على خشبة المسرح، حيث تم تجسيد جانبًا من بطولة وتضحيات البطل الذي استشهد بسيناء يوم الأربعاء 14 أكتوبر 2020، لتتحول قصة الاستشهاد من ذكرى تُروى إلى لحظة حية كاملة تم تجسيدها أمام الجمهور، المسرحية من تأليف مصطفى السيد، وإخراج محمود عبدالحميد، وتصميم إضاءة بيشوي مجدي، بمشاركة مساعدي الإخراج رنيم عصام وحسن عبدالحكيم.
هذا بالإضافة إلى فقرة فنية لأجمل الأغاني الوطنية قدمها كورال صوت العاصمة تحت إشراف الدكتورة شيرين عبدالوهاب عميد كلية التربية الموسيقية، المايسترو داليا حسين، ثم الانشاد الديني بصوت الطالبة مروة محمد كلية التكنولوجيا والتعليم، هذا بالإضافة إلى عرض فيلم تسجيلي عن قوات الدفاع الشعبي والعسكري.
وفي ختام فعاليات الندوة التثقيفية الثامنة والثمانين بجامعة حلوان، أقيمت مراسم تكريم مؤثرة لأسر الشهداء وذوي الهمم، تقديرًا لتضحياتهم ودورهم الوطني والإنساني.
وجاء هذا التكريم تعبيرًا عن امتنان الدولة والمجتمع لبطولات الشهداء الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن، واحتفاءً بذوي الهمم الذين يمثلون نموذجًا للإرادة والتحدي والنجاح.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.