الشيخ عبدالله بن حجازى بن إبراهيم الشرقاوى، فقيه شافعى، وصوفى بارز، وشيخ الأزهر الشريف فى القرن الثالث عشر الهجرى، وأحد أبرز رموز المقاومة الشعبية والسياسية فى مواجهة الحملة الفرنسية على مصر.
وُلد فى قرية الطويلة بمحافظة الشرقية عام 1150هـ، وحفظ القرآن الكريم فى طفولته بقرية القرين، ثم رحل إلى القاهرة لطلب العلم بالأزهر الشريف.
وهناك تتلمذ على يد كبار علمائه مثل أحمد الملوى، وعلى الصعيدى، ومحمد الحفنى، كما تأثر بالطرق الصوفية ولازم الشيخ محمود الكردى، فجمع بين الفقه الشافعى والتصوف الروحى.
برزت مكانته العلمية حتى تولى مشيخة الأزهر عام 1208هـ خلفًا للشيخ أحمد العروسى، وظل شيخًا للأزهر حتى عام 1224هـ.
وخلال تلك الفترة لعب دورًا محوريًا فى الأحداث الكبرى، أبرزها مقاومة الشعب المصرى للحملة الفرنسية، حيث كان أحد قادة الثورة الشعبية إلى جانب عمر مكرم، كما شارك فى مبايعة محمد على باشا واليًا على مصر عام 1805م.
لم يقتصر دوره على السياسة، بل كان من كبار الفقهاء والمؤلفين، فألّف كتبًا مهمة فى الفقه والعقيدة والتصوف، منها: التحفة البهية فى طبقات الشافعية، العقائد المشرقية، شرح حكم ابن عطاء الله السكندرى.
توفى الشيخ عبدالله الشرقاوى يوم 2 شوال 1227هـ بالقاهرة، ودُفن فى مدفنه بجوار المسجد الذى أنشأه، وظل اسمه حاضرًا فى التاريخ نموذجًا للعالم المجاهد الذى حمل مسئولية الأزهر فى أصعب لحظات تاريخ مصر.