شارك أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في جلسة الحوار التفاعلي غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن وترويكا القمة العربية على المستوى الوزاري، تحت رئاسة تشو هيون وزير خارجية كوريا الجنوبية، حول "التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية "، وذلك على هامـش الشق رفيع المستوى لأعمال الدورة الــ80للجمعية العامة. وبحضور فؤاد حسين نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية جمهورية العراق، الدكتور عبد اللطيف الزياني وزير خارجية مملكة البحرين، الأمير فيصل بن فرحان وزير خارجية المملكة العربية السعودية.
أبو الغيط: قضية فلسطين الأشد تأثيراً في الوضع العام في المنطقة
وقال أبو الغيط:"من الواضح لنا جميعاً ما تمر به المنطقة العربية من أزمات.. وفي القلب منها قضية فلسطين وهي الأخطر والأشد تأثيراً في الوضع العام في المنطقة.. فالوضع في غزة يفوق أي وصف مع تواصل حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على مجتمع أغلبه من المدنيين.. وبالذات النساء والأطفال وكبار السن... وبغرض تمزيق نسيج المجتمع ومحوه من الوجود وإلغاء الرابطة بين الأرض والشعب".

وأضاف إن:" إسرائيل، بحربها التي تأبي أن تنهيها، يحرك قادتها نزعات دينية وقومية بالغة التطرف، وتضرب أسس الاستقرار الإقليمي لعقود قادمة.. عبر توسيع دائرة النار والعنف.. واعتماد سياسة جوهرها الإبقاء على التوتر على كل الجبهات... وصولاً إلى الاعتداء على الدوحة التي لم تسع سوى للوساطة وتحقيق السلام".
أبو الغيط: إسرائيل تُخاطر باستمرار الصراع والكراهية لعقود قادمة
وتابع قائلاً إن:"إسرائيل تُخاطر باستمرار الصراع والكراهية لعقود قادمة... بل وتُمثل سياساتها العدوانية والتوسعية تهديداً خطيراً لما تحقق على صعيد السلام والتسوية عبر نصف قرن، وما يُمكن أن يتحقق من تعايش سلمي في المستقبل".
وقال أبو الغيط:" لقد شاهدنا جميعاً الزخم الذي تولد عن الاعترافات التاريخية بفلسطين... ومن الاجتماعات التي احتضنتها هذه المنظمة خلال الأيام الماضية حول مستقبل غزة والدولة الفلسطينية، والتي شهدت إجماعاً واضحاً حول مسار التحرك نحو إنهاء الحرب والبدء في ترتيبات اليوم التالي... وأمامنا فرصة – قد تكون الأخيرة- لفتح مسار جاد ولا رجعة عنه لتجسيد الدولة الفلسطينية وتحقيق التسوية على أساس حل الدولتين... وبديل هذا المسار هو المزيد من الدماء والألم والمعاناة للجميع".
أبو الغيط:الأزمة في السودان تسبب تداعيات خطيرة علي شعبها وعلي الدول المجاورة
وحول الأزمة السودانية قال الأمين العام لجامعة الدول العربية:" تتسبب الأزمة في السودان في تداعيات خطيرة علي شعبه وعلي الدول المجاورة.. ولا زال الإدراك باستحالة الحلول العسكرية غائباً عن الجميع.. بما يُعرض البلد لمخاطر عديدة في مقدمتها الانقسام".
وأضاف إن:" الجامعة العربية تحرص على تعزيز التنسيق والتشاور مع الأمم المتحدة وأيضا مع الاطراف الاقليمية الاخري مثل الاتحاد الأفريقي وايجاد من أجل استعادة السلام والاستقرار في جمهورية السودان...وضمان عدم تهديد وحدته وتكامل ترابه الوطني... ونحن في ذلك نعمل تنفيذاً لقرارات مجلس الجامعة وكذا تحت إطار قرار مجلس الأمن رقم (2736) لعام 2024 الداعي إلى فك حصار الفاشر، واستئناف مباحثات جدة لوقف إطلاق النار، وكذلك بيان المجلس في 13 أغسطس 2025 الذي أدان تشكيل حكومة موازية لما فيها من تهديد لوحدة البلاد".
وقال خلال كلمته :" لقد بدأنا منذ يونيو من العام الماضي سلسلة من الاجتماعات التشاورية ضمت إلى جانب الجامعة العربية دولاً ومنظمات معنية... كما عقدنا على هامش القمة العربية (34) في بغداد في مايو من هذا العام اجتماعاً على مستوى رؤساء المنظمات الثلاث (امم متحدة - اتحاد افريقي -وجامعة عربية) للتوافق حول العمل المنسق فيما بيننا... ويتركز جهدنا حالياً على تسهيل عقد محادثات سياسية بين الأطراف المدنية السودانية للوصول إلى رؤى متناغمة حول مستقبل البلاد... وبناء درجة من الثقة تسهل محادثات وقف إطلاق النار، ووصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين السودانيين المتضررين من النزاع".