أعلنت بعثة أثرية دولية عن اكتشاف تاريخي في مياه البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، حيث عثرت على ميناء غارق بالقرب من معبد تابوسيريس ماجنا غرب الإسكندرية، وفقًا لمجلة “أرس تكنيكا".
ويُعتقد أن هذا الميناء يعود إلى عصر البطالمة، وتحديدًا إلى زمن الملكة كليوباترا السابعة. هذا الاكتشاف ليس مجرد إضافة جديدة للخريطة الأثرية، بل هو بصيص أمل قد يحل أحد أكبر الألغاز التي حيرت علماء الآثار لقرون، ألا وهو مقبرة كليوباترا السابعة وأقوى شخصية عرفها التاريخ الروماني، مارك أنتوني.
تجدر الإشارة إلى أن الفريق الذي قاد هذا الكشف المذهل هو نفسه الذي تقوده عالمة الآثار المخضرمة كاثلين مارتينيز، التي كرست سنوات من البحث الدؤوب لإثبات نظريتها بأن كليوباترا دُفنت في المنطقة المقدسة لمعبد تابوسيريس ماجنا.
أهمية الميناء المكتشف وعلاقته بالمقبرة المفقودة
اشارت المجلة إلى أن الميناء الغارق ليس مجرد مجموعة من الأحجار القديمة، بل هو دليل ملموس على النشاط التجاري والاقتصادي الذي كان يزدهر في تلك المنطقة خلال العصر البطلمي. يتضمن الاكتشاف هياكل حجرية ضخمة وبقايا قديمة تُشير إلى أن هذا الموقع كان مركزًا بحريًا حيويًا، وقد يكون نقطة انطلاق أو وصول للمبعوثين والسلع من وإلى قصر الملكة.
يرى الخبراء أن وجود هذا الميناء يعزز بشكل كبير احتمالية أن تكون مقبرة كليوباترا يقع في مكان قريب جدًا، حيث كان من المنطقي أن يتم دفنها في مكان ذي أهمية لوجستية واستراتيجية.
وهذا يتماشى مع اكتشاف سابق لفريق مارتينيز، وهو نفق تحت الماء يبدو أنه يمتد بعمق تحت المعبد، مما يفتح الباب أمام فرضية أنه قد يكون طريقًا سريًا أو مدخلًا إلى القبر المفقود.
التغطية العالمية والخطوات المستقبلية
أثار هذا الكشف اهتمامًا واسعًا في الأوساط العالمية، حيث غطته كبرى وسائل الإعلام مثل ناشيونال جيوجرافيك، وArs Technica، وCBS News.
وصفت هذه التغطية الاكتشاف بأنه "خطوة أقرب" إلى حل لغز مقبرة كليوباترا، وأكدت على أهمية موقع تابوسيريس ماجنا في هذا البحث.
ورغم أن قدر الإثارة الذي حققه الاكتشاف كبير ولافت، شدّد علماء الآثار على أن العثور على الميناء والنفق ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد بداية.
ولا يزال الطريق طويلًا ويتطلب مزيدًا من الحفريات والأبحاث الدقيقة تحت الماء وعلى اليابسة للتأكد من وجود مقبرة كليوباترا السابعة. ولتوثيق هذه الرحلة الاستكشافية، تم إنتاج فيلم وثائقي بعنوان "سر كليوباترا الأخير - Cleopatra's Final Secret"، الذي يقدم نظرة أعمق على تفاصيل البحث ويكشف النقاب عن الاكتشافات الأخيرة.
هذا الاكتشاف، سواء أدى إلى العثور على المقبرة أم لا، يضيف فصلًا جديدًا ومثيرًا لقصة كليوباترا المليئة بالغموض، ويُعيد إحياء الأمل في اكتشاف أسرار أسطورية لم تُكشف بعد.