في أجواء وطنية خالصة، شهدت جامعة حلوان تنظيم الندوة التثقيفية الثامنة والثمانين التي نظمتها القوات المسلحة المصرية ممثلة في قوات الدفاع الشعبي والعسكري، احتفالًا بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، وذلك برعاية الأستاذ الدكتور السيد قنديل رئيس الجامعة، وبحضور السادة نواب رئيس الجامعة، والعمداء، ووكلاء الكليات، إلى جانب مشاركة ممثلين عن الأزهر الشريف والكنيسة المصرية ووزارة الاوقاف، فضلًا عن لفيف من القيادات العسكرية والأكاديمية، وأعضاء هيئة التدريس والطلاب.
وأكد هذا الحضور الكبير أن جامعة حلوان تضع في مقدمة أولوياتها نشر الوعي وتعزيز قيم الولاء والانتماء بين شبابها، في ضوء حرص الدولة المصرية على غرس الهوية الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، وربطهم بتاريخ الوطن وبطولات أبنائه الذين قدموا دماءهم فداءً لمصر.
بدأت فعاليات الندوة بآيات من القرآن الكريم، أعقبها وقوف الحضور دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، ثم سلام الشهيد، تلاه عرض مسرحي قدّمه أبناء الشهداء جسّدوا خلاله جانبًا من إنجازات القوات المسلحة وتضحياتها في سبيل حماية الوطن. وتنوعت فقرات الندوة بين عروض وثائقية وشهادات حية عن بطولات أكتوبر، قدمت صورة شاملة عن عظمة جيش مصر وتاريخه المشرف.
وخلال كلمته الافتتاحية، رحب الأستاذ الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان بضيوف الجامعة والمشاركين في الندوة، مؤكدًا أن مثل هذه الفعاليات تمثل فرصة ثمينة لتعريف الشباب بتاريخ وطنهم وتذكيرهم بمعاني الوطنية الحقيقية، مشددًا على أن القوات المسلحة المصرية كانت وما زالت الدرع الحصين للوطن عبر العصور. وأوضح أن انعقاد الندوة الثامنة والثمانين في جامعة حلوان يعكس التزام الجامعة برسالتها التربوية والوطنية إلى جانب دورها العلمي والتعليمي.
وأشار قنديل في كلمته إلى أن عقيدة الجيش المصري ثابتة لا تتغير، تقوم على حماية الأرض وصون العرض والذود عن حدود الوطن، وهي عقيدة ممتدة منذ عهد الفراعنة وحتى العصر الحديث. واستعرض محطات بارزة من تاريخ مصر العسكري، بداية من جهود محمد علي في تأسيس الجيش الوطني الحديث بمعاونة سليمان باشا الفرنساوي، مرورًا بمعركة المنصورة الشهيرة التي أسر خلالها المصريون الإمبراطور الفرنسي لويس التاسع، وصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد الذي أعاد العزة والكرامة للأمة المصرية والعربية.
وشدد رئيس الجامعة على أن مصر لم تكن يومًا دولة معتدية أو غازية، بل كانت دائمًا دولة حضارة وسلام، تسعى إلى التنمية والبناء، لكنها في الوقت ذاته لا تتردد في الدفاع عن أرضها بكل قوة وقت الحاجة. وأكد أن هذا التاريخ الممتد من البطولات يرسخ لدى الأجيال الجديدة أن الدفاع عن الوطن واجب مقدس، وأن حب مصر والعمل من أجلها هو الرسالة الأسمى لكل مواطن.
كما وجه الدكتور قنديل حديثه مباشرة إلى طلاب الجامعة قائلًا: "أنتم أمل مصر الحقيقي، أنتم امتداد لقوة هذا الوطن، وعلى عاتقكم تقع مسؤولية استكمال مسيرة البناء والتنمية التي بدأها الأجداد. بالعلم والمعرفة والانتماء ستواصلون حمل راية الوطن، وستكونون الجنود الأوفياء للجمهورية الجديدة."
وأضاف أن الشعب المصري بطبيعته محب للحياة ومسالم، وقد أنعم الله عليه بخيرات جعلته يميل للاستقرار والبناء، غير أن المصريين على مدار التاريخ أثبتوا أنهم لا يترددون في التضحية بأرواحهم للدفاع عن وطنهم وقت الأزمات، وهو ما يميز الشخصية المصرية الأصيلة.
وشهدت الندوة مشاركة فعالة من ممثلي الأزهر الشريف والكنيسة المصرية، حيث قدّم كل منهم كلمة أكّد فيها على أن الوحدة الوطنية كانت وستظل سر قوة مصر، وأن الشعب المصري على مر العصور جسّد أسمى معاني التكاتف في مواجهة التحديات.
كما حرص السادة نواب رئيس الجامعة، والعمداء، ووكلاء الكليات على حضور الفعاليات، حيث شددوا في تصريحاتهم على أن مثل هذه الندوات لا تقتصر على كونها مناسبات احتفالية، بل تمثل مدرسة وطنية متكاملة تغرس في نفوس الطلاب حب الوطن والانتماء، وتمنحهم دروسًا عملية في التضحية والعطاء.
من جانبهم، عبّر الطلاب المشاركون عن سعادتهم بحضور الندوة والاستفادة من محتواها التثقيفي والتاريخي، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تعزز ارتباطهم ببلدهم، وتمنحهم طاقة إيجابية لمواصلة دراستهم بروح جديدة، مستلهمة من تضحيات وبطولات القوات المسلحة.
واختتمت الفعاليات بعرض فيلم وثائقي يجسد بطولات الجيش المصري في حرب أكتوبر المجيدة، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين أكدوا أن هذه البطولات ستظل حاضرة في وجدان كل مصري، وأن مصر ستبقى دائمًا حصنًا منيعًا وسندًا لأبنائها.
وهكذا جسدت الندوة التثقيفية الثامنة والثمانين بجامعة حلوان نموذجًا وطنيًا متميزًا، جمعت بين التاريخ والحاضر، ورسخت في أذهان الشباب رسالة واضحة مفادها أن حب الوطن والالتفاف حوله هو أعظم ما يمكن أن يقدمه أي مواطن مخلص لبلده.