أخبار عاجلة
رئيس جامعة دمياط الأهلية يتفقد سير العمل -
ديكورات منزلية بسيطة واقتصادية.. لمسات فنية -

بالصور لحظة غيرت وجه حياة إلينا غولياكوفا من أميرة على الجليد إلى مشردة

بالصور لحظة غيرت وجه حياة إلينا غولياكوفا من أميرة على الجليد إلى مشردة
بالصور لحظة غيرت وجه حياة إلينا غولياكوفا من أميرة على الجليد إلى مشردة

لحظة غيرت وجه حياة إلينا غولياكوفا.. الحياة أحيانًا تبدو وكأنها تسير في مسار ثابت، تمضي بنا في روتين الأيام فنعتقد أن الطريق مرسوم إلى ما لا نهاية. نخطط، نحلم، ونرسم ملامح مستقبل يبدو وكأنه تحت سيطرتنا.

ومع ذلك، الواقع يشهد بأن كل شيء معرض للتبدل في لحظة خاطفة. تلك اللحظة قادرة على تحويل الفرح إلى حزن، واليقين إلى شك، والمجد إلى عزلة مؤلمة. إنها دروس صعبة يكتبها القدر على صفحات أعمارنا: لا ضمان لأي شيء،

وأن الإنسان، مهما بلغت قوته أو شهرته أو نجاحه، يبقى ضعيفًا أمام تذبذبات الحياة. فالمجد قد يأفل، والصحة قد تخذل، وما يبقى حقًا هو صلابة الروح؛ قدرتها على الصمود، واستنباط المعاني من الألم، واستغلال الانهيار لإعادة النظر.

 

إلينا غولياكوفا
إلينا غولياكوفا

قصة البطلة الروسية إلينا غولياكوفا

هذه المفاهيم تجسدها قصة البطلة الروسية إلينا غولياكوفا، نموذج حي على كيف يمكن للحياة أن تتبدل رأسًا على عقب في غمضة عين. في تسعينيات القرن الماضي كان اسم إلينا غولياكوفا يسطع في سماء الرياضة الأوروبية. بطلة روسية ذات ملامح رقيقة تنساب على الجليد بخفة الفراشة وأناقة البجعة. حركاتها كانت

تجمع بين القوة والجمال، تخطف الأبصار وتجذب القلوب. التصفيق يلاحقها أينما أطلت، والجمهور رأى فيها صورة مثالية خُلقَت لتحلق فوق الجليد إلى الأبد.

لكن القدر كان يخبئ لإلينا مسارًا مختلفًا تمامًا، بعيدًا كل البعد عن الأضواء. في عام 2000، غادرت روسيا برفقة زوجها ومدربها نيكولاي سويتوف، وانطلقت إلى المكسيك لتبدأ معه فصلًا جديدًا من حياتها. هناك في مدينة مونتيري، أسّسا معًا

أكاديمية صغيرة للتزلج، وكانت تلك لحظة ولادة رياضة جديدة في بلد لم يعرف التزلج من قبل. في أعين الأطفال الذين تعلموا التزلج لأول مرة، رأت إلينا انعكاسًا لأحلامها الكبيرة. غير أن الأحلام، مهما كانت براقة، غالبًا ما تواجه حواجز غير متوقعة.

إلينا غولياكوفا
إلينا غولياكوفا

عانت إلينا غولياكوفا من انكسار مرير

بعد بضع سنوات فقط، أُغلقت الأكاديمية، ورافق ذلك انهيار حياتها الشخصية بطلاق مؤلم عام 2006. عانت إلينا من انكسار مرير، ومع الوقت بدأ الحزن يتسلل إلى تفاصيلها شيئًا فشيئًا. وفي عام 2010 جاءت الصدمة الأكبر بإعلان إصابتها

بالفصام البارانويدي؛ مرض قاسٍ سلب منها توازنها الذي لطالما أدهش العالم، وحاصر عقلها بأوهام وأصوات داخلية لا ترحم.

منذ تلك اللحظة تغيّر كل شيء. ابتعدت عن حلبات التزلج وعن الأضواء التي اعتادت عليها. وجدت نفسها تجوب شوارع تباتيتلان في ولاية خاليسكو المكسيكية، تدفع أمامها عربة قديمة مليئة ببعض الحاجيات المتواضعة وعدد من الحيوانات الصغيرة التي باتت رفاق وحدتها ومواساتها الوحيدة.

 

إلينا غولياكوفا
إلينا غولياكوفا

الجيران يعرفونها جيدًا

 

يرونها كل يوم تسير بخطوات ثقيلة، شعرها غير مرتب وعيناها شاردة في عالم يبدو بعيدًا عنهم. تتحدث بالروسية أو الإنجليزية، لغتان لا يفهمها أحد في الحي. أحيانًا ترفض المساعدة بخوف غرسه المرض في قلبها، وأحيانًا أخرى بصمت يعكس يأسها العميق.

في عام 2024، تركت إحدى تلميذات المتزلجة الروسية السابقة، إيلينا غولياكوفا، أثرًا قويًا بمنشور مؤثر تصفه فيه لقاءً غير متوقع جمعها بوجه مألوف من طفولتها. تقول التلميذة: كانت الأمسية يوم الخميس، الخامس من ديسمبر، وقد

كنت أسير بالقرب من ممر موريلوس عند الساعة السابعة والنصف. حينها، لمحَت عيناي ملامح لم تنسها يومًا. ناديت بصوت مضطرب: “إيلينا! إيلينا!” لكن الإجابة جاءت محبطة: “لا أعرفك! أنا لا أعرف! أنا سيدة أعمال وأعمل في برومودا!”

الموقف كان مُرًّا وحزينًا، إذ ظهرت بطلة التزلج السابقة وكأنها انسحبت تمامًا إلى عالمها الخاص، متجنّبة أي حديث أو تفاعل قد تعتبره بلا جدوى. رغم ذلك، لم يتردد المارة في محاولة مد يد العون أو قول كلمات تعاطف بسيطة، خاصة أن إيلينا تُعد شخصية معروفة في حي “النور” المتاخم للمدينة القديمة.

 

إلينا غولياكوفا
إلينا- غولياكوفا

عروض التزلج العالمية

هذه المرأة، التي كانت نجمة عروض التزلج العالمية يومًا ما، وكُبرياؤها مسرحًا لروايات تشايكوفسكي الممتعة مثل “بحيرة البجع” و”كسارة البندق” على منصات “هوليداي أون آيس”، انتقلت لاحقًا إلى دور المدربة المبدعة بين عامَي 1998 و2010. لكن المسار تغير بشكل مأساوي حين بدأت تصارع اكتئابًا مدمرًا

وتشخيصًا طبيًا قاسيًا بـ”الفصام المذعور”. هذه الظروف أبعدتها عن الساحة الرياضية وسلبتها القدرة على إدارة حياتها اليومية، لتصبح الآن معتمدة على لطف الغرباء وما يقدمونه لها من دعم بسيط.

على الرغم من كل ما مرت به، لم تفقد إيلينا جمال ملامحها الأوروبية ولا الابتسامة الدافئة التي تزين وجهها. إتقانها للإسبانية والإنجليزية، وحتى كلمات روسية تنطقها بنبرة طفولية أحيانًا، يُظهر روحًا ما زالت تحمل أثر الماضي. لكنها مع ذلك ترفض الدعم السكني أو العودة إلى الأضواء؛ كل ما تحتاج إليه هو شعور بسيط بأنها ليست منسية—كلمة طيبة، أو صحبة تمنحها بعض الأمل.

كانت إلينا  “أميرة فوق الجليد”، مدربة حاذقة وموهوبة تركت بصمتها اللامعة في مجتمعات التزلج على الجليد في مونتيري وسان بيدرو. واليوم، يواجه أصدقاؤها وتلاميذها صدمة مؤلمة تعكس كيف يمكن لجوهرة بشرية أن تهوي وسط تجاهل السلطات وعدم الاكتراث بهذه الحالات الإنسانية.

 

إلينا غولياكوفا
إلينا-غولياكوفا

تحولت حياة البطلة إلينا  إلى الأرصفة الرمادية

السؤال المؤرق يبقى: كيف لمجتمع بأكمله أن يسمح لتحوّل أيقونة رياضية وفنية إلى مجرد وجه حزين مستكين على أرصفة المدينة؟

هكذا تحولت حياة البطلة من المنصات الذهبية إلى الأرصفة الرمادية، من تصفيق الجمهور إلى الوحدة القاسية، ومن مكانة رياضية لا تُنسى إلى معركة يومية مع مرض لا يُرى بالعين. قصة إيلينا ليست مجرد سيرة ذاتية بل نداء مؤلم

يسلط الضوء على هشاشة المجد وسرعة زواله. إنها رسالة تذكير بأن الصحة النفسية هي أثمن ما يمكن للإنسان امتلاكه وأن الخط الفاصل بين النجاح والانهيار أضعف مما نتخيله.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مصرع شخص وإصابة اثنين في حادث تصادم مروع بالطريق الزراعي بالبحيرة
التالى شركات أسترالية تبحث استكشاف الذهب في مصر