لم تعد النوبات القلبية دائمًا مرتبطة بألم حاد في الصدر، فقد تظهر في صورة تعب مزمن، دوار، آلام في الفك أو الرقبة أو الظهر، تعرّق بارد، أو اضطرابات في النوم. كثيرون يظنون أن هذه الأعراض مجرد إرهاق، بينما تكون في الحقيقة إنذارًا مبكرًا لخطر قد يهدد الحياة.
الفحص الذي يكشف الخطر مبكرًا
إلى جانب فحص الكوليسترول المعروف، هناك تحليل دم بسيط يمكنه كشف الالتهاب الخفي في الشرايين والتنبؤ بالنوبات القلبية حتى عند الأشخاص الأصحاء ظاهريًا. هذا الفحص يُسمى البروتين التفاعلي-سي عالي الحساسية (hs-CRP).
ما هو بروتين CRP؟
بروتين سي التفاعلي (CRP): بروتين يُنتجه الكبد عند وجود التهاب أو إصابة.
فحص hs-CRP: نسخة أكثر دقة من الفحص تكشف مستويات منخفضة جدًا من الالتهاب، تتراوح بين 0.5 – 10 ملغم/لتر، وهو النطاق المرتبط بمخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية.
كيف يتنبأ CRP بالنوبات القلبية؟
أمراض القلب لا ترتبط بالدهون فقط؛ الالتهاب يلعب دورًا محوريًا. عندما تلتهب لويحات الشرايين قد تتمزق، ما يؤدي إلى جلطات مفاجئة. ارتفاع مستوى CRP يشير إلى وجود هذا النوع من الالتهاب حتى لو كان الكوليسترول طبيعيًا.
أظهرت دراسات طويلة الأمد أن الأشخاص الذين لديهم CRP مرتفع أكثر عرضة للإصابة بنوبات قلبية أو سكتات دماغية.
تجربة JUPITER الشهيرة بيّنت أن استخدام الستاتينات لدى من لديهم كوليسترول منخفض لكن CRP مرتفع يقلل من أحداث القلب.
أبحاث حديثة عام 2025 تؤكد أن ارتفاع CRP الأساسي مؤشر مستقل لخطر أمراض القلب حتى مع التحكم بعوامل الخطر التقليدية.
فوائد الفحص
اكتشاف المخاطر الخفية: يكشف قابلية الإصابة بالنوبات القلبية حتى مع كوليسترول طبيعي وضغط دم جيد.
إعادة تصنيف المخاطر: يساعد الأطباء على تحديد من يحتاج وقاية إضافية.
سهولة الوصول والتكلفة: متوفر في معظم المختبرات وبسعر معقول.
محاذير مهمة
يرتفع CRP أيضًا في حالات الالتهاب الأخرى مثل العدوى أو التهاب المفاصل، لذلك يجب تفسير النتيجة إلى جانب عوامل الخطر التقليدية مثل الكوليسترول وضغط الدم.
لا يُستخدم الفحص بمفرده للتشخيص، بل كجزء من تقييم شامل لصحة القلب.
إذا كنت تبحث عن مؤشر أكثر دقة لصحة قلبك، فاختبار البروتين التفاعلي-سي عالي الحساسية (hs-CRP) قد يكشف التهديدات قبل سنوات من حدوث النوبة القلبية.
نصيحة الخبراء: استشر طبيبك حول إجراء هذا الفحص خاصةً إذا كان لديك تاريخ عائلي مع أمراض القلب أو عوامل خطر مثل التدخين أو السمنة، حتى وإن كانت مستويات الكوليسترول لديك طبيعية.