على مدار عقود، ارتبط اسم “الكرة الذهبية” بالنجومية الكروية، لكنها في جوهرها جائزة مثيرة للجدل أكثر مما هي معيار موضوعي للتفوق، فالجائزة لم تصدر يومًا عن منظمة رياضية دولية معترف بها كـ الفيفا أو اللجنة الأولمبية الدولية، بل تقوم على تقييم مجموعة من الصحفيين والنقاد، هذا ما يجعلها أقرب إلى تصويت إعلامي منه إلى اعتراف رسمي بإنجاز رياضي، وهو ما يفقدها الكثير من المنطقية والعدالة.
أولا:- عدم منطقية الجائزة، المتمثل في غياب المرجعية المؤسسية، حيث أن أي جائزة كبرى يجب أن تنبثق من هيئة رياضية دولية، لكن الكرة الذهبية تعكس رؤية مؤسسة إعلامية تجارية أكثر مما تعكس معايير رياضية موضوعية.
ثانيا:- التقييم القائم على الانطباع، فمن يقيمون قد يتأثرون بالإعلام، الشعبية، أو حتى الحملات الترويجية للأندية واللاعبين، ما يحولها إلى سباق “صورة” أكثر منه تقييمًا للإنجازات.
ثالثا:- تجاهل البعد الفني، فكيف تُقاس القيمة الرياضية الحقيقية بلا لجنة تحكيم من المدربين، اللاعبين السابقين، وخبراء الأداء الذين عاشوا تفاصيل المستطيل الأخضر؟
رابعًا:- مفارقة الشرعية الرياضية، فبينما تعترف الاتحادات الدولية بالبطولات والألقاب الرسمية فقط، تبقى الكرة الذهبية “وسامًا إعلاميًا ” لا سند له في النظام القانوني للرياضة العالمية.
خامسًا:- إن خطورة الأمر لا تكمن فقط في كونها جائزة غير رسمية، بل في أنها أصبحت مؤثرًا على عقود اللاعبين وأسعارهم وصورتهم التسويقية، وهو ما يخلق تشوهًا في سوق كرة القدم العالمي، فكيف لجائزة غير منبثقة من مؤسسة رياضية أن تتحكم في مصائر مهنية واقتصادية بمليارات الدولارات؟
في النهاية.. الكرة الذهبية، رغم بريقها الإعلامي، تظل نموذجًا على تغليب الرمزية على الشرعية، والصورة على الحقيقة، وإذا أراد العالم الكروي معيارًا منصفًا، فعليه أن يبتكر جائزة تحت إشراف مؤسسة دولية تضع معايير علمية وفنية عادلة، بعيدًا عن التصويت الانطباعي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.