
فى ظل الصراعات الجيوسياسية التى تحيط بنا، أجمع خبراء السياسة والاقتصاد على أن السلام هو حجر الزاوية لاستقرار المجتمعات، إذ يتيح للدول استثمار مواردها في التنمية بدل الحروب فحين يسود الهدوء، تزدهر التجارة، وتتوسع الاستثمارات، وتفتح أبواب العمل والتعليم يشير تقرير للأمم المتحدة إلى أن الدول المستقرة تحقق معدلات نمو تفوق نظيراتها التي تعاني النزاعات بأكثر من 40%، ومن هنا، يصبح السلام شرطًا لا غنى عنه لتحقيق العدالة الاجتماعية والرفاه الاقتصادي.
الأمن يعزز الثقة بين الحكومات والشعوب
من جانبه قال أستاذ العلاقات الدولية الدكتور محمود العريان‘ إن السلام يخلق بيئة من الثقة المتبادلة بين الحكومات والمواطنين.
وأضاف أن غياب النزاعات يتيح وضع خطط طويلة الأمد للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما يساهم في تعزيز المؤسسات الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان .
و أشار "العريان" إلى أن الاستقرار السياسي يقلل من مخاطر الاستثمار، ويفتح الباب أمام شركات عالمية لضخ رؤوس أموالها في مشروعات تنموية، وهو ما يرفع معدلات التوظيف ويقوي العملة الوطنية.
الاستثمار لا يزدهر إلا في أجواء آمنة
فى سياق متصل قال الخبيرة الاقتصادية الدكتورة ليلى فهمي ، إن رأس المال يهرب من مناطق النزاع، بينما يتجه إلى الدول الآمنة وأوضحت أن الحكومات المستقرة قادرة على توجيه الميزانيات إلى البنية التحتية والتعليم والصحة بدلاً من الإنفاق العسكري.
وأضافت: “عندما يتوافر الأمن، يزداد الإنتاج الصناعي والزراعي، وتتنوع الصادرات، ما يؤدي إلى نمو الناتج المحلي وتشير إلى أن السلام يتيح تكاملًا اقتصاديا بين الدول”.
وفى ذات السياق قال المتخصص في دراسات التنمية المستدامة المهندس الدكتور سامح الديب، إن السلام يخلق مناخًا مثاليًا للإبداع والابتكار، ففي الدول المستقرة، يستثمر الشباب طاقاتهم في البحث العلمي والتكنولوجيا بدلاً من الهجرة أو الانخراط في نزاعات.
وأضاف أن السلام يعزز الشراكات البحثية بين الجامعات العالمية، و يمكن من تبادل الخبرات العلمية والتقنية، كما يؤدي الاستقرار إلى تحسين جودة الحياة، ما ينعكس على زيادة متوسط الأعمار وتحسين مستوى الخدمات.
التعاون الدولي يرسخ ثقافة التعايش
من جانبها قالت الناشطة في منظمات المجتمع المدني دكتورة منى الطحان، إن السلام يدعم ثقافة الحوار ويقوي الروابط بين الشعوب، فالتعاون بين الدول في مجالات التعليم والصحة ومكافحة الفقر يرسخ قيم التسامح ويحد من التطرف.
و أضافت "الطحان"، أن برامج التبادل الثقافي والمبادرات الشبابية المشتركة تخلق أجيالا تدرك أهمية التعايش وتحترم التنوع و أكدت أن هذه الجهود المبذولة تسهم في بناء عالم خالٍ من الكراهية والعنف.
السلام طريق العالم نحو مستقبل مزدهر
يبقى السلام العالمي الطريق الأوحد لتحقيق التنمية الشاملة، فهو الضمان الحقيقي لاستقرار الشعوب والدول. فحين تُوقف الحروب، تتفرغ الحكومات للارتقاء بالبنية التحتية، والتعليم، والصحة، وتوفير فرص العمل.
ويؤكد الخبراء أن استدامة التنمية مرتبطة باستدامة السلام، إذ لا يمكن تحقيق رفاه اقتصادي أو اجتماعي في بيئة مضطربة، وإن نشر ثقافة الحوار والتسامح مسؤولية مشتركة، تبدأ من الفرد وتصل إلى المجتمع الدولي.