أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصله إلى اتفاق مع نظيره الصيني شي جين بينغ يضمن استمرار عمل تطبيق تيك توك في الولايات المتحدة، بعد مفاوضات مطولة شهدتها الأسابيع الماضية، وسط تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين.
ملامح الصفقة الجديدة
تنص الصفقة على تشكيل كيان جديد مقره الولايات المتحدة يتولى تشغيل التطبيق داخل البلاد، على أن يستحوذ مستثمرون أمريكيون على نحو 80% من أسهمه، بينما يحتفظ المساهمون الصينيون بنسبة لا تتجاوز 20%.
ومن أبرز الأسماء المشاركة في الصفقة:
أوراكل (Oracle)
أندريسين هورويتز (Andreessen Horowitz)
سيلفر ليك (Silver Lake Partners)
وسيخضع الكيان الجديد لإدارة مجلس أمريكي يغلب عليه الطابع المحلي، مع تخصيص مقعد لعضو يمثل إدارة ترامب.
ترامب: أحب تيك توك
وفي تصريحات لافتة من المكتب البيضاوي، قال ترامب: "أنا أحب تيك توك، لقد ساعدني في الفوز بالانتخابات. التطبيق له قيمة هائلة، ونحن أصحاب القرار النهائي بشأنه."
وأكد أن موافقة بكين على الصفقة جاءت نتيجة التهديد الجاد بالحظر الكامل، والذي اعتبره ترامب ورقة ضغط حاسمة لإجبار الصين على التراجع.
المهلة والقرار التنفيذي
رغم أن الكونجرس كان قد حدد يناير 2025 موعدًا نهائيًا لحظر التطبيق إذا لم يتم نقل ملكيته، فإن ترامب وقع أمرًا تنفيذيًا جديدًا بتمديد المهلة لثلاثة أشهر إضافية، لإتاحة الوقت الكافي لإنهاء إجراءات الصفقة وضمان استمرار التطبيق دون انقطاع.
خوارزمية تيك توك.. نقطة الجدل الكبرى
وبموجب الاتفاق، ستظل خوارزمية تيك توك – التي تعد قلب التطبيق وسبب انتشاره العالمي – مملوكة للشركة الأم الصينية بايت دانس، وهو ما أثار قلق عدد من المشرعين الأمريكيين الذين يخشون من احتمالية استغلالها في التجسس أو نشر معلومات مضللة، لكن بكين نفت مرارًا هذه الاتهامات، مؤكدة أن التطبيق منصة ترفيهية بالأساس ولا يشكل تهديدًا أمنيًا.
المفاوضات والكواليس
الخطوط العريضة للاتفاق وُضعت خلال محادثات بين مسؤولين أمريكيين وصينيين في مدريد الأسبوع الماضي، في صفقة تشبه عرضًا سابقًا قُدم لترامب في أبريل قبل أن تتعطل بسبب الرسوم الجمركية.
وأشارت تقارير صحفية، أبرزها في صحيفة وول ستريت جورنال، إلى أن الإعلان الرسمي قد يتم خلال مكالمة مرتقبة بين ترامب وشي، وربما يتوج بلقاء مباشر على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) المقررة في كوريا الجنوبية نهاية أكتوبر
التوتر التجاري بين واشنطن وبكين
تأتي هذه الصفقة في وقت تشهد فيه العلاقات الأمريكية الصينية تصعيدًا تجاريًا حادًا، خاصة بعد فرض إدارة ترامب تعريفات جمركية مشددة على واردات صينية في أبريل الماضي، ورد بكين بخطوات مماثلة.
ورغم ذلك، ساعدت سلسلة من الاتفاقات الجزئية منذ مايو على تهدئة الأجواء نسبيًا، لتفتح الباب أمام تفاهم حول تيك توك باعتباره ملفًا بالغ الحساسية بالنسبة للأمن القومي الأمريكي.
خطوة استراتيجية لمستقبل العلاقات
يرى محللون أن الصفقة تمثل مكسبًا مزدوجًا؛ فمن جانب يضمن ترامب استمرار التطبيق الشعبي داخل الولايات المتحدة ويكسب نقاطًا سياسية، ومن جانب آخر تحافظ بكين على حصتها في السوق العالمي دون خسارة كاملة.
ومن المنتظر أن يتم الكشف عن تفاصيل الصفقة النهائية وهوية جميع المستثمرين المشاركين خلال الأيام المقبلة، مع ترقب دولي للقاء ترامب وشي المرتقب الشهر المقبل في كوريا الجنوبية، والذي قد يشكل منعطفًا جديدًا في العلاقات الاقتصادية بين القوتين العظميين.
