ثقافة
السبت 20/سبتمبر/2025 - 12:00 م

يستعد الكاتب الصحفي وعضو المجمع العلمي المصري المقيم بباريس الدكتور أحمد يوسف، لاستقبال أحدث مؤلفاته باللغة الفرنسية مطلع شهر أكتوبر المقبل. وهو كتاب بعنوان "لوحة أصل العالم لجوستاڤ كوربيه، مصير مصري، تاريخها السياسي والعسكري" باللغة الفرنسية.
طبيعة العلاقة بين كروبيه وخليل شريف باشا
يكشف الكتاب عن القصة المجهولة للوحة المثيرة للجدل "أصل العالم" للرسام الفرنسي الشهير جوستاف كوربيه شكلتها العلاقة بين الفنان وخليل شريف باشا كوميسير الوفد الفني المصري في معرض باريس عام ١٨٥٥ الذي طلب اللوحة ودفع ثمنها للفنان .
مسيرة خليل شريف باشا
المثير هو كشف الكتاب عن الوضع السياسي لخليل شريف باشا ( القاهرة ١٨٣١-إسطنبول ١٨٧٩) حيث كان طالبا في المدرسة الحربية المصرية التي انشأها في باريس محمد علي وسليمان باشا الفرنساوي باتفاق فريد من نوعه في تاريخ العلاقات بين الدول حيث تولي رئاستها الماريشال سولت وهو من كبار قادة جيوش نابليون وتولي قيادتها علميا ايدم فرانسوا چومار (١٧٧٧-١٨٦٢) الملقب ب (آخر المصريين ) أي آخر من شارك في الحملة الفرنسية علي مصر وظل علي قيد الحياة وكان استاذاً لرفاعة الطهطاوي كما كان علي وجه الخصوص المشرف العام علي إصدار كتاب وصف مصر)
لم يكن خليل شريف باشا وحده في تلك المدرسة بل كان معه من سيصبح خديوي مصر وهو إسماعيل باشا كما كان معه أبناء سليمان باشا.
كانت الغيرة مريرة في باريس بين الطالبين إسماعيل ومحمد شريف . وعندما تولي اسماعيل الحكم فيما بعد تورط خليل شريف باشا وكان قد قرر الاقامة في باريس في مؤامرة سياسية خطيرة للتخلص من إسماعيل باشا ومحاولة وقف مشروع حفر قناة السويس .
وعندما اصبح خليل شريف باشا سفيرا للباب العالي في باريس ثم سان بطرسبرغ اضطرّ للتخلص من اللوحة التي كان قد شاع امرها في الأوساط السياسية بباريس وذلك ببيعها مع بقية مقتنياته الفنية في مزاد شهير عام ١٨٦٧ كتب مقدمة كتالوجه الكاتب الروائي الشهير تيوفيل جوتييه .
تزوج خليل شريف باشا من الأميرة نازلي فاضل ابنه الأمير مصطفي فاضل غريم الخديوي اللدود وعندما مات رفضت مصر ان يدفن بها فدفن في إسطنبول في نفس الوقت الذي نفي فيه جوستاف كوربيه الي سويسرا ومات بها بعد ان تورط في العداء للإمبراطور نابليون الثالث حتي اسقاطه بعد الحرب ضد بروسيا عام ١٨٧٠ ثم انغماسه شخصيا في الحرب الاهلية المعروفة باسم كوميونة باريس.
لعنة تلاحق اللوحة
وكأن هناك لعنة سياسية تلاحق اللوحة فقد حاول ستالين ثم هتلر الاستيلاء علي اللوحة التي كانت قد اختفت أثناء الحرب العالمية الثانية حتي عثر عليها لدي أبناء عالم النفس الفرنسي الشهير لاكان الذين تنازلواعنها للدولة الفرنسية وهي اليوم بمتحف دورسيه في باريس ويطلق عليها"الموناليزا
