نهاية العلاقة قربت.. سر تصريحات مدبولي عن خروج مصر من "عباية" صندوق النقد

جه الوقت اللي مصر خلاص بتعلن فيه تحررها من قيود صندوق النقد الدولي.. وبقت قراراتها نابعة من داخلها ومن رؤيتها الوطنية.
ياترى إيه سر تصريحات رئيس الوزراء اللي قال إنه بيتمنى خروج مصر من "عباية" الصندوق؟.. وإيه اللي هيحصل في الفترة الجاية؟
من كام يوم، وفي مؤتمر صحفي، رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي أعلن تصريح مهم جداً:
2026 هي السنة الفاصلة في علاقة مصر مع صندوق النقد الدولي.

وده معناه إن بعد انتهاء قرض الـ 8 مليار دولار (اللي مصر صرفت منه 4 شرائح لحد دلوقتي)، مش هيكون في أي تعاون جديد مع الصندوق.

التصريح فتح باب أسئلة كتير:
ليه أصلاً مصر لجأت لصندوق النقد؟ وليه دلوقتي عايزة تخرج من تحت مظلته؟ وإيه اللي يمنع الاستمرار معاه؟

الحقيقة إن في أكتر من سبب خلّى الحكومة تميل لفكرة الاستقلال عن الصندوق:
أولاً: برنامج الإصلاح الاقتصادي بدأ يجيب نتائجه.
السياسة النقدية اتضبطت.
مؤشرات إيجابية في الاقتصاد ظهرت.
نسبة الاستثمار الداخلي والخارجي اتحسنت.
الموازنة العامة حققت فائض أولي.
والاستثمارات العامة بقت في تحسن مستمر.

كل ده خلّى الحكومة تشوف إن الاقتصاد المصري بدأ يمشي على السكة الصح، وممكن يعتمد على موارده الذاتية من غير ما يحتاج دعم خارجي دائم.

ثانياً: مصر حطت خطة وطنية ورؤية اقتصادية واضحة للسنين الجاية.

الهدف: زيادة الصادرات، التوسع في التصنيع، رفع مشاركة القطاع الخاص، تطوير البنية التحتية، توطين سلاسل التوريد، الوصول لأكبر قدر من الاكتفاء الذاتي. وده معناه تقليل الاعتماد على القروض والمنح الدولية.

ثالثاً: الرغبة السياسية والاقتصادية في الاستقلال.

مدبولي قالها بوضوح: "نتمنى الخروج من عباية صندوق النقد الدولي". الرسالة هنا إن مصر مش عايزة تفضل مرتبطة طول الوقت بشروط الصندوق أو تحت رقابته.

خاصة إن شروط الصندوق دايماً صعبة: إصلاحات هيكلية قاسية،  خصخصة مؤسسات،  رفع تدريجي للدعم، ضبط الدين العام وتقليل العجز بسرعة.

والصندوق كمان بيربط تسليم شرائح القروض بتنفيذ الشروط بحذافيرها، ولو اتأخر التنفيذ بيزود التعقيدات.
رابعاً: التكلفة على المواطن.

كل شرط من شروط الصندوق بيدفع المواطن تمنه بشكل مباشر: رفع الدعم زود أسعار الخدمات، تكاليف المعيشة ارتفعت، والإصلاحات السريعة خلت المواطن يحس إنه هو اللي بيتحمل العبء الأكبر.

علشان كده الدولة شايفة إن الوقت جه ترد الجميل للمواطن اللي صبر وشارك في رحلة الإصلاح، وإن الاقتصاد بعد ما وقف على رجله لازم يكون قادر يكمل بالاعتماد على نفسه.