أخبار عاجلة

اللواء حاتم صابر: مصر تعيد تشكيل خريطة الردع عبر تحالفات دولية وإقليمية

اللواء حاتم صابر: مصر تعيد تشكيل خريطة الردع عبر تحالفات دولية وإقليمية
اللواء حاتم صابر: مصر تعيد تشكيل خريطة الردع عبر تحالفات دولية وإقليمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال اللواء حاتم صابر، خبير عسكري واستراتيجي وخبير مقاومة إرهاب دولي وحرب معلومات، إن التحركات المصرية الأخيرة جرت وفق استراتيجية دقيقة تهدف إلى تعزيز الردع عبر بناء شبكة متعددة الأقطاب من التحالفات السياسية والعسكرية والاقتصادية، بما يرفع من قدرة مصر على مواجهة أي احتمالات تصعيدية في المنطقة، خصوصًا مع إسرائيل.

إسبانيا: عمق أوروبي داعم

أكد في لقاء إذاعي ببرنامج “خبر وتعليق” عبر أثير موجات إذاعة الوادي الجديد مع المذيع محمد بدر الدين، أن العلاقات المصرية–الإسبانية شهدت قفزة غير مسبوقة بعد ترقيتها إلى شراكة تنموية–استراتيجية حتى عام 2030.

 ولفت إلى أن الأبعاد الاقتصادية لهذه الشراكة تشمل التنمية المستدامة، الأمن الغذائي والتحول الأخضر, لكنه شدد على أن البُعد السياسي هو الأكثر تأثيرًا بعد أن جرى إلغاء صفقة تسليح كبرى لإسرائيل بقيمة 700 مليون يورو، واعتراف مدريد بدولة فلسطين، الأمر الذي منح مصر ورقة ضغط إضافية داخل الاتحاد الأوروبي وأضعف الموقف الإسرائيلي سياسيًا.

فرنسا.. قوة تسليح متقدمة

وأضاف صابر أن فرنسا تظل ركنًا أساسيًا في تحديث وتسليح الجيش المصري، مشيرًا إلى صفقات مقاتلات رافال والبرامج التدريبية المشتركة مثل تمرين "كليوباترا". 

وأوضح أن هذه الشراكة رفعت من كفاءة سلاح الجو والبحرية المصرية، مما عزز قدرة الردع الاستراتيجي. ورغم محاولات باريس الحفاظ على توازن سياسي، إلا أن دعواتها لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل تعكس تقاربًا مع الرؤية المصرية بضرورة كبح الانفلات العسكري الإسرائيلي.

روسيا: مظلة متعددة الأقطاب

بيّن صابر أن التعاون مع روسيا يمثل محورًا استراتيجيًا ممتدًا لعقود، حيث تجسد محطة الضبعة النووية هذا التعاون طويل المدى. كما أشار إلى أن عضوية مصر في مجموعة "بريكس" تمنحها بدائل اقتصادية ومالية بعيدة عن الهيمنة الغربية، ما يوفر لها مساحة مناورة أوسع ويمنحها قدرة على مواجهة أي ضغوط سياسية أو اقتصادية محتملة.

تحالفات إقليمية جديدة

وشدد صابر على أن عودة التنسيق العسكري بين مصر وتركيا، خاصة عبر مناورات بحرية مشتركة في شرق المتوسط بعد أكثر من عقد من الجمود، يمثل تحولًا استراتيجيًا في محيط إسرائيل البحري والجوي. 

وأضاف أن الانفتاح المصري على دوائر أوروبية متعاطفة مع الموقف الفلسطيني يعزز الضغط على تل أبيب، خصوصًا بعد نشر مواقع عسكرية تركية دراسات وخرائط تكشف نقاط الضعف في البنية العسكرية والاقتصادية الإسرائيلية.

شبكة ردع متكاملة

اختتم صابر تصريحه بالتأكيد أن هذه التحالفات ليست مجرد تنويع للشركاء، بل تمثل هندسة دقيقة لشبكة ردع متكاملة تجمع بين العمق الأوروبي عبر إسبانيا، الدعم العسكري عبر فرنسا، المظلة الاقتصادية عبر روسيا والبريكس، والرافعة الإقليمية الجديدة عبر تركيا، واعتبر أن هذه المعادلة تمنح مصر اليد العليا في صياغة الأمن الإقليمي، وتضاعف كلفة أي مغامرة عسكرية إسرائيلية محتملة.

خلفية تاريخية

على مرّ العقود، اعتمدت مصر سياسة التوازن في علاقاتها الدولية لضمان استقلال قرارها الاستراتيجي. فمنذ عهد الرئيس جمال عبد الناصر وتوجهه نحو السوفييت في ستينيات القرن الماضي، مرورًا بمرحلة الانفتاح على الولايات المتحدة بعد اتفاقية كامب ديفيد، وصولًا إلى الحقبة الراهنة التي تسعى فيها القاهرة إلى بناء شبكة تحالفات متعددة الأقطاب، ظل مفهوم الردع حجر الأساس في عقيدة الأمن القومي المصري، هذه المقاربة مكنت مصر من الحفاظ على موقعها كقوة إقليمية محورية قادرة على التأثير في مسار الأزمات والصراعات.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مروان حمدي يقود هجوم بيراميدز أمام زد في الدوري المصري الممتاز
التالى محمد إسماعيل الأقرب لتعويض غياب «الونش» أمام المصري