كشفت شركة هواوي الصينية، ولأول مرة، عن خططها لتصنيع رقائق مخصصة لتقنيات الذكاء الاصطناعي، في خطوة استراتيجية تهدف إلى منافسة عمالقة الصناعة العالميين وعلى رأسهم إنفيديا الأميركية، وتعزيز استقلال الصين في مجال أشباه الموصلات.
وأعلنت الشركة خلال مؤتمر "هواوي كونكت" المنعقد في شنغهاي، عن إطلاق أربع نسخ جديدة من سلسلة رقائق "أسيند" (Ascend) خلال السنوات الثلاث المقبلة، حيث تعتزم طرح نسختين من شريحة أسيند 950 في عام 2026، يعقبها إصدار أسيند 960 في 2027، ثم أسيند 970 في 2028. ويأتي هذا بعد نجاح الشركة في طرح شريحة أسيند 910 سي خلال الربع الأول من عام 2025، والتي مثلت بداية مرحلة جديدة من محاولات هواوي لتقليل اعتمادها على الموردين الأجانب.
اختراق تقني
أوضح إريك شو، نائب رئيس مجلس إدارة هواوي، أن شريحة أسيند 950 ستعمل بذاكرة عالية النطاق الترددي تم تطويرها داخلياً من قبل الشركة، وهو ما يُعد إنجازاً مهماً بعد سنوات من الاعتماد على الموردين الأميركيين والكوريين الجنوبيين. وأضاف شو أن "قدرات الحوسبة ستظل أساس تطور الذكاء الاصطناعي، وخاصة في الصين"، مؤكداً أن استثمارات الشركة في تطوير الرقائق لا تقتصر على سد الاحتياجات المحلية، بل تستهدف المنافسة على المستوى العالمي.
العقد الفائقة للحوسبة
إلى جانب خطط الرقائق، كشفت هواوي عن نيتها إطلاق ما وصفته بأنه أقوى عقد فائقة للحوسبة في العالم تحت اسم أطلس 950. وتُعد هذه المراكز امتداداً لمنصة أطلس 900، المعروفة أيضاً باسم كلود ماتريكس 384، والتي تعتمد على 384 شريحة من طراز 910 سي.
وبحسب مجموعة الأبحاث سيمي أناليسيس، فإن منتجات هواوي تتفوق في بعض المقاييس على نظام GB200 NVL72 التابع لشركة إنفيديا، والذي يعتمد على 72 شريحة من طراز B200. وأكدت هواوي أن بنيتها المعمارية الجديدة تتيح ترابط الرقائق بسرعات فائقة عبر تقنية "العقد الفائقة"، ما يعزز قدرتها على تقديم حلول تنافسية في السوق العالمي للحوسبة الفائقة.
أبعاد استراتيجية
تمثل هذه الخطوة جزءاً من جهود الصين لتقليل اعتمادها على سلاسل التوريد العالمية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة، خاصة في ظل القيود التكنولوجية المفروضة على الشركات الصينية. فقد تعرضت هواوي خلال السنوات الأخيرة لعقوبات أميركية شملت حرمانها من تقنيات أساسية في مجالات الرقائق والاتصالات، الأمر الذي دفعها إلى تسريع وتيرة استثماراتها في بناء صناعة وطنية متكاملة لأشباه الموصلات.
ويرى خبراء أن دخول هواوي مجال تصنيع الرقائق المتقدمة للذكاء الاصطناعي سيعزز قدرتها على المنافسة في الأسواق العالمية، خصوصاً أن الطلب على معالجات الذكاء الاصطناعي يشهد نمواً هائلاً بفضل توسع تطبيقات الحوسبة السحابية والتعلم العميق وتوليد النصوص والصور.
منافسة مباشرة مع إنفيديا
تسيطر إنفيديا اليوم على الحصة الأكبر من سوق معالجات الذكاء الاصطناعي بفضل سلسلة شرائحها المتطورة، إلا أن إعلان هواوي عن خططها الجديدة يضعها في موقع المنافس المباشر، خصوصاً مع قدرتها على دمج تقنياتها في منظومة شاملة تشمل مراكز البيانات، الحوسبة السحابية، وشبكات الجيل الخامس.
وبذلك، تبرز هواوي كأحد أهم اللاعبين الصاعدين في سباق بناء منظومة تكنولوجية مستقلة للصين، مدفوعة برغبة واضحة في تعزيز الأمن التكنولوجي، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في قطاع يُعتبر حجر الزاوية لمستقبل الذكاء الاصطناعي عالمياً.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.