أكدت النائبة هناء أنيس رزق الله، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب وعضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، أن زيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس وقرينته الملكة ليتيزيا إلى القاهرة تمثل محطة تاريخية في مسار العلاقات الثنائية بين مصر وإسبانيا، مشيرة إلى أنها أول زيارة دولة يقوم بها ملك إسبانيا إلى مصر، وهو ما يترجم قوة ومتانة العلاقات التي تجمع البلدين، ورغبة مشتركة في دفعها نحو آفاق أوسع من التعاون والشراكة.
وأوضحت رزق الله أن هذه الزيارة تأتي بعد شهور قليلة من توقيع إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مدريد، الأمر الذي يثبت أن العلاقات المصرية الإسبانية انتقلت إلى مستوى جديد من التنسيق والتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، مشددة على أن الاستقبال الرسمي الحافل والمباحثات الموسعة تعكس المكانة المحورية لمصر على الصعيدين الإقليمي والدولي.
رسائل سياسية واضحة ودعم للموقف المصري
وأضافت عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أن الزيارة تحمل رسائل سياسية مهمة، أبرزها الدعم الإسباني لمصر في مواجهة التحديات الاستراتيجية التي أشار إليها الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال المباحثات، سواء ما يتعلق بحدود الدولة المصرية أو محيطها الإقليمي. كما نوهت بمواقف إسبانيا الثابتة تجاه القضية الفلسطينية ورفضها القاطع لأي محاولات تهجير للشعب الفلسطيني خارج أرضه، معتبرة أن هذه الرسائل تعكس تقارباً في الرؤى بين القاهرة ومدريد تجاه القضايا الحيوية في المنطقة.
وأشارت عضو أمانة المرأة المركزية بحزب الشعب الجمهوري، إلى أن كلمة الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع ملك إسبانيا عبّرت بوضوح عن الرؤية المصرية الثابتة في ترسيخ السلام العادل والشامل، والتصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير منصفة، مؤكدة أن الرئيس شدد كذلك على خطورة الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وما تمثله من تهديد مباشر ليس فقط للأمن الإقليمي وإنما أيضاً للأمن الأوروبي والدولي.
وفي السياق ذاته، وأوضحت أن زيارة ملك إسبانيا تعكس المكانة الكبيرة لمصر في محيطها الإقليمي والدولي، وأنها تمثل دعماً سياسياً واستراتيجياً للرؤية المصرية في القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأضافت أن ما أعلنه الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي يثبت مجدداً أن مصر بقيادته تضع نصب عينيها حماية قضايا الأمة العربية والإسلامية، وتدرك تماماً حجم المخاطر التي تواجه المنطقة، مؤكداً أن القاهرة تواصل دورها التاريخي كركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
أبعاد حضارية وثقافية
وشددت رزق الله على أن الزيارة لا تقتصر على الجوانب السياسية والاستراتيجية فحسب، بل تمتد أيضاً إلى أبعاد حضارية وثقافية عميقة، إذ تعكس الروابط التاريخية بين البلدين اللذين جمعتهما عبر قرون جسور المتوسط وتبادل ثقافي وحضاري مستمر وأوضحت أن الملك فيليبي والملكة ليتيزيا أبديا اهتماماً خاصاً بالجانب الثقافي خلال الزيارة، بما يعكس تقدير إسبانيا لمكانة مصر الحضارية باعتبارها مهد التاريخ الإنساني وواحدة من أهم الدول المؤثرة حضارياً عبر العصور.
وأضافت أن التعاون الثقافي والتعليمي بين القاهرة ومدريد يشكل أحد أهم مسارات الشراكة، خاصة في ظل حرص البلدين على تبادل الخبرات وتعزيز التعاون الأكاديمي والفني، فضلاً عن الدور المتزايد للغة الإسبانية في المؤسسات التعليمية المصرية، وهو ما يفتح آفاقاً أرحب للتواصل بين الشعبين.
العلاقات الاقتصادية والاستثمارية
كما تطرقت رزق الله إلى البعد الاقتصادي للزيارة، مشيرة إلى أن مصر وإسبانيا تسعيان لتعزيز الاستثمارات المشتركة، خاصة في مجالات الطاقة المتجددة والبنية التحتية والسياحة، مؤكدة أن إعلان الشراكة الاستراتيجية بين البلدين يمهد الطريق لمشروعات استثمارية كبرى تصب في مصلحة الشعبين.
ولفتت إلى أن إسبانيا تنظر إلى مصر باعتبارها بوابة رئيسية إلى الأسواق الإفريقية والعربية، بينما ترى القاهرة في مدريد شريكاً أوروبياً موثوقاً يمكن الاعتماد عليه في نقل التكنولوجيا والخبرات.
واختتمت رزق الله تصريحاتها بالتأكيد على أن زيارة ملك إسبانيا إلى مصر جاءت في توقيت بالغ الأهمية، في ظل ما يشهده الإقليم من تحديات متصاعدة، وفي وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني لعدوان مستمر.
وأكدت أن الموقف الإسباني الداعم للحقوق الفلسطينية يتقاطع تماماً مع الرؤية المصرية الثابتة الرافضة لأي حلول تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن مصر تثبت يوماً بعد يوم أنها مركز الثقل العربي وصاحبة الدور الأصيل في حماية قضايا الأمة، وأن ما شهدته القاهرة من حفاوة استقبال لملك إسبانيا يبعث برسالة للعالم بأن مصر لا تزال قلب المنطقة النابض وصوتها المسموع في المحافل الدولية.