أظهرت البيانات الحكومية اليابانية أن صادرات اليابان تراجعت في أغسطس 2025 للشهر الرابع على التوالي، متأثرة بالرسوم الجمركية الأمريكية المرتفعة التي تمثل ضغوطًا متزايدة على قطاع السيارات والصناعات التحويلية الأخرى. وذكرت البيانات الرسمية أن الصادرات اليابانية تراجعت بنسبة 0.1% على أساس سنوي، وهو انخفاض أقل من توقعات السوق البالغة 1.9%، بعدما سجلت انخفاضًا بنسبة 2.6% في يوليو الماضي.
في المقابل، هبطت الواردات اليابانية بنسبة 5.2% نتيجة تراجع أسعار النفط، ما أدى إلى تسجيل عجز تجاري بلغ 242.5 مليار ين خلال الشهر الماضي. ويُعزى الانخفاض الكبير في الصادرات إلى الأسواق الأمريكية، حيث تراجعت الشحنات المتجهة إليها بنسبة 13.8% على أساس سنوي، وهو أكبر تراجع منذ فبراير 2021، متأثرة بانخفاض صادرات السيارات بنسبة 28.4% ومعدات تصنيع الرقائق بنسبة 38.9%. وتقلص الفائض التجاري مع الولايات المتحدة إلى 324 مليار ين، وهو أدنى مستوى له منذ يناير 2023.
وأشار اقتصاديون إلى أن شركات السيارات اليابانية تحاول امتصاص تكاليف الرسوم الجمركية عبر خفض أسعار التصدير للحفاظ على حجم المبيعات، إلا أن بعض الشركات بدأت برفع الأسعار لتمرير هذه التكاليف إلى المستهلكين، ما يعكس الضغوط المستمرة على الصناعة اليابانية.
ويأتي هذا التراجع رغم قيام واشنطن في يوليو الماضي بخفض معدل الرسوم الأساسية على معظم الواردات اليابانية إلى 15% من 27.5% على السيارات و25% على سلع أخرى، ما وفر بعض التخفيف للشركات، لكنه لا يزال أعلى بكثير من المعدل السابق البالغ 2.5%. ويُظهر هذا أن الرسوم الأمريكية ما زالت تمثل تحديًا كبيرًا أمام التصدير الياباني، خاصة مع استمرار ضعف الطلب الخارجي.
ويتوقع خبراء اقتصاديون أن ينكمش الاقتصاد الياباني بنسبة 1.1% في الربع الحالي نتيجة استمرار تراجع الطلب الخارجي والضغط المستمر على القطاعات التصديرية الرئيسة. وأبدى بنك اليابان حذرًا في رفع أسعار الفائدة وسط ضبابية تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد، خصوصًا أن انخفاض الصادرات قد ينعكس على الإنفاق الاستثماري والأجور، على الرغم من أن الشركات تواصل تعزيز استثماراتها في المصانع، وخصوصًا في قطاع إنتاج السيارات الكهربائية، استعدادًا للطلب المستقبلي على هذه التكنولوجيا.
ويعكس هذا التراجع المستمر في الصادرات التحديات التي تواجهها اليابان في ظل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، حيث يشكل قطاع السيارات وتكنولوجيا الرقائق محورًا رئيسيًا في المفاوضات الاقتصادية بين الطرفين. كما يُظهر التقرير الحاجة الملحة لسياسات داعمة لتعزيز الصادرات وتنويع الأسواق لتخفيف الاعتماد على السوق الأمريكية وتقليل المخاطر المرتبطة بالرسوم الجمركية والسياسات التجارية الخارجية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
