من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.
"سمية عبدالمنعم"

بعد السلام
القلب فاتح البيبان
مشتاق نتقابل تاني
ويدق في قلوبنا اللقا
زي رعشة الطير من الهوى
وأرواحنا بلهفة تنادي
على رموش الرصيف ننام
نقزقز أحزانا
أكيد بينا ميعاد
نرجع لحضرتنا
ونتشابك في روح
ونسكر من العناق
ونتوضّا من الدوبان
وبضحكة نتمرجح
ويرن الخلخال
ما زال قلبي واكله الشوق
بيسبح بالحب
ويطوف بالوداد
كل اللي حلم باللقا تاه
كل اللي حب مات
وغريبة أنا لسه حي
بحيّا بنفس المكان
ونفس الهمسة، اللمسة
ونفس الكاس
المصنوع بشفايفك
يا سارقة قلبي بنظرة
أكيد بينا ميعاد
وهيفتح الورد على الغيطان
أنا مشتاق في حضنك أليل
أنا كلي منك
أنا في قربك ببقى عيل
يصرخ بدمعة: بلاش بعاد
مشتاق نتقابل
زي السنابل في الحصاد
من غير ما في الفراق نتاكل
أنا المسافر على الكعوب
أبعتر في الوشوش شوقي
فتنبت عيونك من ظمأ جروحي
أنا عمري ما نسيتك
رغم النحل
اللي لسعني بحنينك
والدمع دليلي
مشتاق نتقابل
زي عصفورين من الكسوف عرايا
من غير خجل وحجاب هوى
هو الحب أيه؟
غير فَنا روحين في حضن المعنى
زي نورين اتخلقوا من نفس اللهفة
وأهو قلبي... لسه فاتح البيبان
يمكن في لحظة... ترجعي
يمكن... يكون لينا مكان
ما بين رعشة... ودمعة
ما بين حضن... واتنين
قلبي لسه جعان.