أخبار عاجلة

هناء ثروت تكتب... ورحل الغالي

هناء ثروت تكتب... ورحل الغالي
هناء ثروت تكتب... ورحل الغالي

البوابة القبطية

الثلاثاء 16/سبتمبر/2025 - 08:51 م

الكاتبة هناء ثروت
الكاتبة هناء ثروت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لا أصدق انني الآن أكتب ناعية أستاذي سليمان شفيق، فهناك أناس مهما مر بهم لا يمر أبدا بخيالك أنهم قد يرحلون.. قد يتركون مكانهم بين الناس.. ننظر حولنا فلا نجدهم..
سليمان شفيق كان الأب لكل من يتعامل معه، انظروا الى الفيس بوك وكلمات النعي التي كُتبت لهذا الكبير فتجد الجميع يكتب ذكرياته معه وحواراته ومشاركاته مسيحيين ومسلمين كبارا وشبابا ورجالا وسيدات، لم يختلف على محبته أحد وهذا هو الأثر الذي تركه شفيق في هذا العالم.
عرفته منذ عام 2013 كنا أصدقاء على الفيس بوك، وعندما علم أني بلدياته من المنيا اعتبرني ابنته واهتم لأمري كثيرا، خاصة إنني كنت أمر بمرحلة سخيفة في حياتي وأنا محتارة في المرض الذي أصابني ولم يشخصه جيدا عدد من الأطباء الذين ذهبت اليهم.
كنت وقتها بلا عمل وطلبت منه اذا كانت هناك فرصة عمل أمامه لي وتناسب ظروفي، فلم يبخل عليّ ودعاني لمقابلته في جمعية النهضة العلمية والثقافية لأقابل عملاقا آخر هو الاب وليم سيدهم، وهناك لاحظ اني اتألم وبحب اب سألني وعندما أجبته وصف لي طبيبا لكي أذهب إليه وأوصاه عليّ واهتم لامري وتابعني حتى بدأت العمل مع ابونا وليم، فكان دائم السؤال والتوصية عليّ لكل من يتعامل معي.
وعندما لاحظ أسلوب كتابتي على الفيس شجعني وقال إني موهوبة، ولا بد من ثقل هذه الموهبة بالتعليم ودرست الإعلام، وكان دائم المساعدة لي في كل ما اطلبه منه في هذه الدر اسة، شجعني أن اكتب ونشر لي هو أولى مقالاتي، وكان سعيدًا بي.
وظل اهتمامه بي في كل ما يحدث معي، عندما توفي أبي جاء ليعزيني ليس كباقي المعزين، ولكنه جاء ليقول لي أنا موجود.. أنا هنا لا تقلقي، لقد أنعم الله عليّ بالأستاذ سليمان وبالأب وليم سيدهم كانا بمثابة الاب الذي يخاف على أولاده ويحميهم والآن قد فقدت الاثنين، فهما مرتبطان في ذاكرتي فقد كان لكل منهم عظيم الأثر في حياتي. ورحيل سليمان شفيق أيقظ بداخلي الحزن على ابونا وليم وها قد تم الحزن عليهما هما الاثنان.
سليمان شفيق..عرفته صوتًا حرًا لا يعرف المساومة، وقلمًا نادرًا يكتب من أجل الناس والعدالة، لكنه بالنسبة لي كان أكبر من كل ذلك؛ كان مرشدًا ومعلمًا، وكان وجوده يمنحني الطمأنينة، كان متاحًا كل وقت حتى في عز مرضه، لا اذكر يومًا احتجت اليه ولم أجده.

الآن هو رحل من هذا العالم ومن عالمي لكنه سيظل حاضرًا بحبه وتعليمه وكلماته التي ترن في أذني دائمًا.
سوف افتقدك جدًا وافتقد تعليمك وافتقد سؤالك عني وافتقد محبتك وابوتك، هاتوحشني جدًا جدًا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق أسامة ربيع يبحث سبل عقد شراكة في مجال الأمن الغذائي بمشروعات قناة السويس
التالى الداخلية الألمانية تعتزم زيادة وتيرة عمليات الترحيل إلى أفغانستان