ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط كلمة خلال القمة العربية والإسلامية المشتركة في الدوحة، والتي أكد فيها على رفض أي اعتداء على الوسطاء والمفاوضين، مستنكرًا الجرائم الإسرائيلية ضد السيادة القطرية.
وقال أبو الغيط مخاطبًا الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني، أمير دولة قطر: "لقد فاقت الجريمة الإسرائيلية بالعدوان على السيادة القطرية كل الحدود، وتجاوزت كل مبدأ إنساني أو عرف حضاري تواضع عليه البشر منذ عقود بعدم التعرض للوسطاء، أو استهداف المفاوضين، والأخطر أن يعتبر من أطلق هذا الهجوم الهمجي أن فعله مبرر تحت أي ذريعة، وأن يتصور أنه بإمكانه الانزلاق إلى مستويات غير مسبوقة من الهمجية، والاعتداء على الأعراف المستقرة من دون حساب أو عقاب".
أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة
وأضاف: "إن الهجوم على الأمناء والمفاوضين والوسطاء ليس من الشجاعة أو الشرف في شيء، بل هو خسة وجبن. أما التباهي به والتفاخر بفعله فيعكس مستوى من السقوط الأخلاقي قلّ أن يكون له مثيل في العلاقات بين الدول".
وشدد ابو الغيط على أن القمة لم تلتزم فقط بالتضامن مع قطر، وهو واجب على كل عربي ومسلم، وإنما تحمل رسالة للمجتمع الدولي: "كفى صمتًا على سلوك هذه الدولة المارقة التي أشعلت النار في المنطقة، وأحرقت وشردت وجوعت وقتلت بغير حساب، ويريد قائدها لأهدافه الشخصية المكشوفة أو لمعتقداته المرضية أن يعيد بنا لشريعة الغاب".
وأشار أبو الغيط إلى خطورة الصمت على الجرائم، موضحًا: "إن السكوت على الإجرام جريمة، والصمت على خرق القانون يقوض النظام الدولي بأكمله
وأضاف لقد أدى الصمت على الإجرام والوبرية في غزة لعامين كاملين إلى تعزيز تصور لدى قادة الاحتلال بأن كل فعل ممكن، وكل جرم يمكن الإفلات به،فأخذوا ينشرون الدمار من بلد إلى بلد، ويشعلون النيران في المنطقة كلها، وكأن العالم عاد إلى عصور الوبيرية والظلام بعد أن كنا نتصور أننا غادرناها منذ زمن بعيد".
وتابع: "إن من يقود دولة الاحتلال مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وقد أضاف لسجله اليوم جريمة جديدة. ونحن نناشد جميع أنصار القانون وأصحاب المبادئ عبر العالم التضامن من أجل العمل على ملاحقة كافة مجرمي الحرب المتهمين بالإبادة في غزة، وبانتهاك سيادة عدد من دول المنطقة، والاعتداء عليها تحت حجج ومبررات لا وجود لها في أي قانون أو شرعة دولية".
وختم أبو الغيط كلمته برسالة للشعب الإسرائيلي قائلًا: "إن ما تقوم به حكومتكم باسمكم لن يُنسى، والجرائم لن تُنسى، وقتل 63 ألفًا وتجويع الشعب الفلسطيني وتشريده في غزة لن يُنسى.
وهذا الاعتداء الأخير على دولة طالما سعَت للتوصل إلى اتفاقات لوقف الحرب وإنقاذ البشر من الموت، بما في ذلك رهاناتكم، لن يُنسى أيضًا. ما تقوم به حكومتكم باسمكم يُدمر كل أساس للتعايش السلمي في المنطقة في المستقبل، ويضع الأجيال القادمة أمام مستقبل مظلم يسوده العنف والصراع. إنها حكومة دولة مارقة في المنطقة، وفي العالم أجمع".
