أخبار عاجلة

HMD للتطوير العقاري وعود على الورق ومشروعات لم ترَ النور بالعاصمة الإدارية

HMD للتطوير العقاري وعود على الورق ومشروعات لم ترَ النور بالعاصمة الإدارية
HMD للتطوير العقاري وعود على الورق ومشروعات لم ترَ النور بالعاصمة الإدارية

من "جولدن فيو" إلى "توين تاورز".. أين ذهبت أموال العملاء؟

عملاء HMD بين الإحباط والقلق.. و"Velora Villa" يفتح باب التساؤلات من جديد

منذ سنوات قليلة، وبالتحديد في عام 2021، دخلت شركة HMD Developments إلى سوق العاصمة الإدارية الجديدة تحت لافتة البريق والعناوين اللامعة، لتعلن عن مشروعين ضخمين هما "جولدن فيو" و"توين تاورز".

في مؤتمرات صحفية أنيقة، وعلى منصات تتزين بالشعارات التسويقية الرنانة، صرّح رئيس مجلس إدارتها إبراهيم عبد الدايم أن الشركة باعت 70% من مشروعاتها، وأكد أن الإنجاز قادم، والتسليم خلال 3 سنوات ونصف فقط، وأن العملاء في أيدٍ أمينة.

لكن ما جرى بعد مرور أكثر من 3 أعوام يكشف قصة أخرى تمامًا، قصة عنوانها "الوعود على الورق"، وبطلتها شركة لم تضع حتى الآن حجر أساس واحد لمشروعاتها، فيما يقف العملاء الذين اندفعوا وراء الدعاية في مواجهة مصير مجهول وأموال دفعوها دون أن يروا لبنات خرسانية أو معدات تعمل في أرض الواقع.

المشروعات التي روّجت لها الشركة لم تكن صغيرة أو هامشية، بل حملت مواصفات مبهرة على الورق.

"جولدن فيو" مثلًا يقع في قلب منطقة الداون تاون بالعاصمة الإدارية، على مساحة 3763 متر، بارتفاع أرضي و10 طوابق متكررة، بموقع استراتيجي يطل مباشرة على سوق الذهب ومسجد مصر، مع ميزة وجود باركينج يسع 1000 سيارة بجواره.

أما "توين تاورز" فهو مشروع على مساحة 3434 متر بارتفاع أرضي و12 طابق، يطل على منطقة الأعمال المركزية CBD، ويضم مساحات تجارية وإدارية وطبية تناسب مختلف شرائح العملاء، بأسعار تبدأ من 650 ألف جنيه للوحدات الإدارية والطبية، ومن مليون ونصف للجارية، مع أنظمة سداد مغرية تبدأ بدفعة 10% وتقسيط يصل إلى 12 سنة، أرقام مغرية، مواقع ذهبية، ووعود بالتنفيذ السريع.. كل ذلك جعل الكثير من العملاء يتسابقون لحجز وحداتهم، ودفعوا مقدمات وأقساط منتظمة، ظنًا منهم أنهم أمام مطور جاد سيحول الحلم إلى حقيقة.

لكن الحقيقة المؤلمة أن شيئًا من هذا لم يحدث.

لا "جولدن فيو" شُيّد، ولا "توين تاورز" ارتفع، ولا حتى لوحة إنشائية وُضعت في الموقع لتشير إلى بدء الأعمال؛ الشركة اكتفت بالتصريحات، والعملاء اكتفوا بالانتظار، ثم تراكم الإحباط والقلق، حتى تحول إلى غضب مكتوم: أين وحداتنا؟ أين أموالنا؟ وأين المسؤولون الذين تعهدوا بأن العاصمة الإدارية ستكون نموذجًا للشفافية والانضباط في السوق العقاري؟

الأدهى من ذلك أن الشركة، بدلًا من أن تعلن خطة واضحة لحل أزمة عملائها، خرجت مجددًا لتكشف عن توسع جديد في زايد، بمشروع يحمل اسم "Velora Villa" باستثمارات تصل إلى 2 مليار جنيه، على مساحة 10 أفدنة، يضم 62 فيلا متنوعة بين تاون هاوس وتوين هاوس، مع خدمات متكاملة تشمل مناطق تجارية ونادي رياضي وأماكن ترفيهية للأطفال.

الشركة تفاخر بأنها تعاقدت مع "أركريت" لتصميم المشروع، وبأنها ستوفر أنظمة سداد مرنة تصل إلى 10 سنوات.

إعلان بدا لكثير من العملاء وكأنه صفعة على وجوههم: كيف تعلن الشركة عن مشروع جديد ضخم بينما لم تنفذ حتى الآن مشروعاتها الأولى في العاصمة؟ أليس الأولى أن ترد ثقة عملائها وتسلم ما وعدت به قبل أن تفتح باب بيع جديد لمشروع آخر؟

المفارقة أن HMD لم تدخل السوق بوصفها شركة ناشئة مغمورة، بل جاءت وهي تقدم نفسها كتحالف يضم "أكبر شركات التطوير العقاري ذات الخبرة والمصداقية"، وتتباهى بأن لديها شركاء ومستثمرين بخبرات متنوعة في الاستثمار العقاري وإدارة الأعمال؛ تصريحات منمقة تملأ الصفحات الإعلانية، لكنها لا تصمد أمام واقع مرير يعانيه مئات العملاء الذين لا يعرفون اليوم أين تذهب أموالهم، وهل ستظل في جيوب الشركة إلى ما لا نهاية، أم أن هناك حلًا قريبًا؟

إن القضية هنا لا تخص HMD وحدها، بل تخص صورة العاصمة الإدارية كلها، والتي تعهدت الدولة بأنها ستكون "عاصمة الفرص" و"مدينة المستقبل".

فكيف يمكن أن تتحول إلى ساحة لشركات تبيع الوهم على الورق وتكتفي بتحقيق نسب بيع عالية دون أن تبدأ التنفيذ؟ وكيف يمكن أن يطمئن المستثمر أو المشتري الصغير على أمواله في سوق يفتقد إلى الرقابة الصارمة والشفافية الكاملة؟

اليوم، يقف عملاء "جولدن فيو" و"توين تاورز" أمام مشهد عبثي: أقساط تُدفع بانتظام، وعقود ووعود تحفظ في الأدراج، ومشروعات لم تُنفذ على الأرض؛ بينما الشركة تفتح أبواب البيع لمشروعات جديدة تحت لافتة "التوسع"؛ في المقابل، لا يسمع أحد صوت هؤلاء العملاء، ولا يتحرك ملف الرقابة إلا ببطء شديد، وكأن مصائر الناس ليست أولوية.

السؤال الذي يفرض نفسه بقوة: هل سيتكرر سيناريو العاصمة في "Velora Villa" بزايد؟ هل سيكتشف العملاء الجدد أنهم وقعوا في نفس الفخ؟ أم أن الشركة ستستفيق فجأة لتقرر أن الوقت قد حان للوفاء بوعودها؟ الحقيقة أن الإجابة ما تزال غامضة، لكن المؤكد أن ثقة العملاء في HMD اهتزت بشدة، وأن صبر الناس بدأ ينفد.

في النهاية، قد يكون شعار المرحلة بالنسبة لعملاء HMD بسيطًا لكنه بالغ الدلالة: "نريد وحداتنا، لا مؤتمرات جديدة ولا مشاريع ورقية"؛ فالأرض لا تبنى بالكلام، والثقة لا تُستعاد بالإعلانات، بل بالفعل والالتزام، وحتى يحدث ذلك، ستظل قصة HMD مثالًا صارخًا على ما يمكن أن يحدث حين تتحول العقارات من صناعة أحلام إلى تجارة أوهام.

إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب سيارة فى طريق إسكندرية الصحراوى
التالى ثالث أكثر لاعب مشاركة.. ماذا قدم إيريك جارسيا مع برشلونة؟