نقل موقع "ميدل إيست آي" عن مسؤولين مصريين رفيعي المستوى — لم يُكشف عن هوياتهم — أن القاهرة اكتشفت مخططات إسرائيلية لاستهداف قيادات حركة حماس داخل حدودها.
وقالت المصادر إن تقارير استخباراتية أفادت بتخطيط إسرائيلي لاغتيالات في القاهرة على مدى الفترة الماضية، وإن أجهزة الأمن المصرية أحبطت محاولة سابقة خلال جولات مفاوضات وقف إطلاق النار خلال العامين الماضيين.
تحذير قاطع ورد محتمل
حذّر المصدر الأمني من أن أي محاولة لاستهداف قيادات حماس على الأراضي المصرية ستُعامل كخرق سيادة و"تعدٍّ على مصر" قد يُعدّ إعلان حرب، مؤكدًا أن القاهرة لن تتردد في الرد بقوة على مثل هذا الفعل.
هجوم على موقع قيادة حماس بالدوحة
يأتي تصريح المسؤولين المصريين ردًا على الغارات التي ضربت مبانٍ سكنية في العاصمة القطرية الدوحة يوم الثلاثاء، واستهدفت ما قالت إسرائيل إنه "مقرات قيادة حركة حماس"، ما أثار إدانات أوسع في المنطقة ودفَعُ موجة اتهامات وتمارين دبلوماسية متشابكة.
اتهامات وتبريرات متبادلة
أعلنت قطر فتح تحقيق في الهجوم ووصفت الضربات بأنها "جبانة". من جانبها، قالت إسرائيل إن هجومها استهدف قيادة حماس بالتعاون مع جهات أمنية، فيما نقلت وسائل إعلام عن حركة حماس أن وفدها المفاوض نجى بينما سقط عدد من القتلى جراء الضربات.
تباطؤ التهدئة وقطع الاتصالات
أشار المصدر إلى توتر متزايد في العلاقات المصرية–الإسرائيلية خلال الأشهر الماضية، نتيجة ما وصفته القاهرة ترددًا إسرائيليًا في التهدئة.
وأضاف المسؤول أن المراسلات بين البلدين تعثرت وأبلغ مسؤول كبير أن المحادثات الرامية إلى هدنة في غزة "مقطوعة تمامًا" قبل هجوم الدوحة.
قضية النزوح والمسؤولية الإقليمية
أبدى المسؤولون المصريون قلقًا من محاولات إلقاء عبء مستقبل غزة ونزوح اللاجئين المحتمل إلى شمال سيناء على عاتق القاهرة، مؤكدين أن أي إجراء يؤدي إلى تدفق جماعي على الحدود سيقابل بإجراءات صارمة.
وبرز تقرير سابق لميدل إيست آي ذكر أن مصر نشرت نحو 40 ألف جندي على طول حدودها مع غزة لاحتمال عبور الفلسطينيين إلى سيناء.
نفي التنسيق مع الضربة على الدوحة
قال مسؤول عسكري رفيع لميدل إيست آي إن غارة الدوحة لم تتطرق للأجواء المصرية، نافيًا أن تكون أي طائرة إسرائيلية عبرت المجال الجوي المصري أو أن تكون هناك معرفة مسبقة أو تنسيق مع الطرف الإسرائيلي أو الأمريكي.
وأوضح أن مصر نشرت منظومة دفاع متقدمة في سيناء تجعل اختراق أجوائها أمرًا بالغ الصعوبة دون إذن وسجلات مسبقة.
قال محلل أمني لميدل إيست آي — طلب عدم الكشف عن هويته — إن التحذيرات المصرية لا تتعلق بحماس نفسها بقدر ما تتعلق بمكانة القاهرة الإقليمية.
وأضاف أن السماح لإسرائيل بتنفيذ عمليات اغتيال على أرض مصر من شأنه أن يقوّض هيبة الدولة، ويُضعف قدرتها على ممارسة دور الوسيط في مسار التهدئة.